سورة المنافقون
* ﴿ إِذَا جَآءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾
قوله: ﴿إِذَا جَآءَكَ﴾: شرطٌ. قيل: جوابُه قالوا. وقيل: محذوفٌ. و "قالوا" حالٌ، أي: جاؤوك قائلين كيتَ وكيتَ، فلا تقبَلْ منهم. وقيل: الجوابُ ﴿اتَّخَذُوااْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً﴾ وهو بعيدٌ، و "قالوا" أيضاً حالٌ.
قوله: ﴿قَالُواْ نَشْهَدُ﴾ جرى مَجْرى القسمِ كفعل العِلْم واليقين، ولذلك تُلُقِّيَتْ بما يُتَلَقَّى به القسمُ في قوله: ﴿إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ﴾ وفي قوله:
٤٢٦٢ - ولقد عَلِمْتُ لَتَأْتِيَنَّ مَنِيَّتي * إنَّ المنايا لا تَطيشُ سِهامُها
وقد تقدَّم خلافُ الناسِ في الصدق والكذبِ واستدلالُهم بهذه الآيةِ، والجوابُ عنها، أولَ البقرة.
قوله: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ﴾ جملةٌ معترضةٌ بين قوله: ﴿نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ﴾ وبين قولِه: ﴿وَاللَّهُ يَشْهَدُ﴾ لفائدةٍ، قال الزمخشري: "لو قال: قالوا نشهد إنَّك لرسول الله، واللَّهُ يَشْهد إنَّهم لكاذبون، لكان يُوْهِم أنَّ قولَهم هذا كذبٌ، فوَسَّط بينهما قولَه: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ﴾ ليُميط هذا الإِبْهام".
* ﴿ اتَّخَذُوااْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾
(١٣/٤٠٥)
---


الصفحة التالية
Icon