سورة التكوير
* ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾
قوله: ﴿إِذَا الشَّمْسُ﴾: في ارتفاع "الشمسِ" وجهان، أصحُّهما: أنها مرفوعةٌ بفعلٍ مقدرٍ مبنيٍّ للمفعول، حُذِف وفَسَّره ما بعده على الاشتغالِ. والرفعُ على هذا الوجهِ - أعني إضمارَ الفعل - واجبٌ عند البصريين؛ لأنهم لا يُجيزون أَنْ يَلِيَها غيرُه، ويتأوَّلون ما أَوْهَمَ خلافَ ذلك، والثاني: أنها مرفوعةٌ بالابتداء، وهو قول الكوفيين والأخفش لظواهرَ قد جاءَتْ في الشعر، وانتصر له ابنُ مالك وهناك أظهَرْتُ معه البحثُ. وقال الزمخشريك "ارتفاعُ الشمسُ على الابتداءِ أو الفاعليةِ. قلت: بل على الفاعليةِ" ثم ذكرَ نحوَ ما تدم. ويعني بالفاعليةِ ارتفاعَها بفعلٍ في الجملةِ، وقد مرَّ أنه يُسَمَّى مفعولُ ما لم يسَمَّ فاعلُه فاعلاً. وتقدَّم تفسير التكوير في أوّلِ "تنزيلُ". وارتفاعُ "النجوم" وما بعدَها كما تقدَّم في "الشمس".
* ﴿ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴾
والاْنكِدار: الانتثارُ، أي: انصَبَّتْ كما يَنْصَبُّ العُقابُ إذا كُسِرَتْ. قال العَجَّاجُ يصفُ صَقْراً:
٤٥١٠ - أَبْصَرَ خِرْبانَ الفَلاةِ فانكَدَرْ * تَقَضِّيَ البازيْ إذا البازيْ كَسَرْ
* ﴿ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ﴾
(١٤/٢٧٧)
---


الصفحة التالية
Icon