المملكة العربية السعودية
جامعة الملك سعود
كلية التربية
منهج الفراء في عرض القراءات في كتابه "معاني القرآن" والترجيح بينها
إعداد
د. ناصر بن محمد المنيع
الف

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تعد القراءات القرآنية مصدرا مهما من مصادر النحويين بوصفها شواهد على صحة القواعد التي يستنبطوها. ولذلك اهتموا بها ورووها وأوردوها في كتبهم.
ومما يذكره الباحثون أن موقف النحويين الكوفيين أكثر ديانة وصيانة لجانب القراءات القرآنية من إخوانهم النحويين البصريين ؛ فقبلوا القراءات، ولم يضعفوها، واحتجوا بها، وعقدوا كثيرا من أصولهم وأحكامهم بناء على ما جاء فيها، وهم إذا رجحوا القراءات التي يجتمع عليها القراء لا يرفضون غيرها، ولا يغلطونها لأنهل صواب عندهم (١).
وكان العالم اللغوي الكبير يحيى بن زياد الفراء هو أحد أرباب وسلاطين النحو الكوفي وحاز السبق في علم العربية، وكان مؤلفه الكبير "معاني القرآن" شاهدا على ذلك، وهو من أوائل ما ألف في معاني القرآن، وإدخال مسائل النحو الكوفي في التفسير وعند بيان معاني القرآن، ومن ثم تقريرها.
وكل من يقلب هذا الكتاب الحافل يجده قد ضم كما هائلا من القراءات المتواترة والشاذة بأسانيدها أو محذوفة الأسانيد منسوبة إلى أصحابها أو غير منسوبة جاءت في موضع الرد أو في موضع الترجيح. كما أن القارئ قد يلمس ويلاحظ وجود اختيارات للإمام الفراء في القراءات. ولذلك أصبح كتابه مصدرا مهما لكتب القراءات (٢).
التعريف بالإمام أبي زكريا يحيى الفراء
(١) مدرسة الكوفة مهدي المخزومي ( ص ٣٣٧ )
(٢) انظر المحتسب لابن جني ( ) وإعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه ( )


الصفحة التالية
Icon