تعريف القراءات
الباب الأول : القراءات والقراء
الفصل الأول : مفاهيم أساسية
تعريف القراءات :
القراءات : جمع قراءة، وهي مصدر قرأ، وهي الجمع والضم، يقال : ما قرأت الناقة جنينًا أي لم تضم رحمها على ولد، قال أبو عبيدة : سمي القرآن؛ لأنه يجمع السور، فيضمها، وقوله تعالى :﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ﴾ أي جمعه وقراءته١.
والقارئ لكل مكتوب من شأنه أن يضم أصوات الحروف في ذهنه لتتكون الكلمات التي ينطق بها وفي اصطلاح القراء : القراءات وجوه مختلفة في الأداء من النواحي الصوتية، أو التصريفية، أو النحوية واختلاف القراءات على هذا النحو اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقص؛ لأن التناقص والتضارب يتنزه عنهما الكتاب العزيز، وقد قال تعالى :﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾٢، ولأن التناقض في القول دليل بطلانه، وقد قال رب العالمين :{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
________
١ الصحاح للجوهري "مادة قرأ".
٢ النساء : ٨٢.
٢٧ | ٣٢٠


الصفحة التالية
Icon