رؤيته تعالى
وإن رؤية المؤمنين له تعالى قبل دخول الجنة وبعده حق قال تعالى ) وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ( وفي الصحيحين إن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر فقالوا لا يا رسول الله فقال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحلب قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترونه كذلك الحديث وفيه إن ذلك قبل دخول الجنة
وروى مسلم حديث إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى أتريدون شيئا أزيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار
فكشف الحجاب فما اعطشوا شيأ أحب اليهم من النظر إلى ربهم وفي رواية ثم تلا هذه الآية ) للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ( أي فالحسنى الجنة والزيادة النظر إليه تعالى ويحصل بأن ينكشف انكشافا تاما منزها عن المقابلة والجهة إي إليه تعالى أما الكفار فلا يرونه لقوله تعالى ( ٦ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) الموافق لقوله تعالى ) لا تدركه الأبصار ( أي لا تراه المخصص بما سبق
الإسراء والمعراج
وإن المعراج بجسد المصطفى ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ إلى السماوات بعد الاسراء به إلى بيت المقدس يقظة حق قال الله تعالى ) سبحان الذي أسرى بعبده ( الآية وقال ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته حتى أتيت البيت المقدس إلى أن قال ثم عرج بنا إلى السماء الحديث رواه مسلم وقيل كان الاسراء والمعراج بروحه ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ لقوله تعالى ) وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ( ولما رؤيا ابن اسحق في السيرة أن معاوية كان يقول إذ سئل عن الاسراء كانت رؤيا من الله عز وجل صادقة وإن عائشة قالت ما فقدت جسد رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ وإنما أسري بروحه
وأجيب عن الآية بأن قوله تعالى ( فتنة للناس يؤيد أنها رؤيا عين إذ ليس في الحلم فتنة ولا يكذب به أحد وقد صح أن ابن عباس كان يقول هي رؤيا عين أريها وقيل أن الآية نزلت في غير قصة الإسراء