هاء رحمة خلافا لأهل الأدب ومنهم الحريري حيث أتوابها فيما التزموا عروه عن حرف منقوط وتنقط الشين بثلاث خلافا لمن نقطها بواحدة وقال المقصود حاصل بها من الفرق بينها وبين السين و تنقط الفاء والقاف والنون والياء موصولات فقط أي لا مفصولات لأنه لرفع اللبس وإنما يحصل عند الوصل لا الفصل لعدم حرف يشاكلها أما سائر الحروف المعجمة فتنقط موصولة ومفصولة
وينقط كل مهمل إلا الحاء أسفل مبالغة في الإيضاح ودفع توهم السهو عن النقط أما الحاء فلو نقطت أسفل إلتبست بالجيم أو يكتب تحته حرف صغير مثله حتى الحاء وهو أحسن وأوضح ويشكل ما قد يخفي ولو على المبتدي إيضاحا له لا ما لا يخفي كالفتح قبل الألف وقيل لا يشكل إلا المشكل ويكره الخط الدقيق نهى عن ذلك جماعة من السلف لأنه يخون صاحبه أحوج ما يكون إليه أي عند الكبر المحوج إلى المراجعة فهو مظنة ضعف البصر إلا لضيق رق أو رحلة بأن يكون رحالا يحمل كتبه معه فليكتبها دقيقة ليخف حملها وهذه المسألة ذكرها أهل الحديث فنقلتها إلى هنا لأنه أنسب بما قبله من النقط والشكل المذكور في علم الخط والحديث أيضا
علم المعاني
علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها أي بتلك الأحوال يطابق اللفظ مقتضى الحال وهو الاعتبار المناسب للمقام إذ البلاغة الموضوع فيها هذا العلم وما بعده مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال من الإتيان بكل من التقديم والتأخير والذكر والحذف والتعريف والتنكير ونحوها في مقامه المناسب له وهي الأحوال المذكورة وبذلك تخرج سائر علوم العربية
وبقولنا بها أي لا بغيرها يخرج البيان والبديع إذ يعتبر فيهما أمور زائدة ثم هذا العلم منحصر في ثمانية أبواب أحوال الإسناد والمسند إليه والمسند ومتعلقات الفعل والقصر والإنشاء والوصل والفصل والإيجاز والإطناب