والمساواة لأن الكلام إما خبر أو إنشاء والخبر لا بد له من إسناد ومسند إليه ومسند وقد تكون له متعلقات إذا كان فعلا أو شبهه والتعلق قد يكون بقصر أو لا يكون والجملة إن قرنت بغيرها فقط تعطف وقد لا والكلام البليغ إما زائد على أصل المراد لفائدة أو لا فانحصر فيها
الباب الأول الإسناد الخبري منه حقيقة عقلية وهي إسناد الفعل أو معناه من المصدر واسم الفاعل واسم المفعول واسم التفضيل والظرف والصفة المشبهة لما هو له عند المتكلم سواء طابق الواقع كقول المؤمن أنبت الله عز وجل البقل أم لا كقول الكافر أنبت الربيع البقل والمراد بكونه له عند المتكلم فيما يظهر من حاله وإن كان اعتقاده بخلافه سواء طابق الواقع كقول المعتزلي لمن لا يعرف حاله خلق الله تعالى الأفعال كلها أم لا كقولك جاء زيد وأنت تعلم أنه لم يجيء دون المخاطب ومجاز عقلي وهو إسناد ما ذكر إلى ملابس له بفتح الباء غير مأهولة من مصدر وزمان ومكان وسبب بتأول كقول المؤمن أنبت الربيع البقل بخلاف قول الجاهل ذلك لأنه إعتقاده فلا تأول فيه ومنه في المصدر جد جده وفي المكان نهر جار وإنما هو مجرى فيه وفي السبب يذبح أبناءهم أي يأمر بذبحهم وطرفاء أي المسند إليه والمسند إما حقيقتان لغويتان كأنبت الربيع البقل أو مجازان لغويان كأحيا الأرض شباب الزمان إذ نسبة الإحياء والشبوبية إلى الأرض والزمان مجاز لأنهما حقيقة في الحيوان أو مختلفان بأن يكون المسند حقيقة والمسند إليه مجازا أو بالعكس نحو أنبت البقل شباب الزمان وأحيا الأرض الربيع وشرطه قرينة صارفة عن إرادة ظاهرة لأن المتبادر إلى الذهن عند انتفائها الحقيقة وهي إما لفظية كقول أبي النجم
ميز عنه قنزعا عن قنزع
جذب الليالي أبطيء أو أسرعي
ثم قال
أفناه قيل الله للشمس اطلعي أو معنوية بأن يصدر مثل أنبت الربيع من
المؤمن أو يستحيل قيامه من المذكور عقلا كمحبتك جاءت بي إليك أو عادة كهزم الأمير الجند