أجره على الله فلا يقوم الا من عفا وأصلح
وليس من حسن النية للرعية والإحسان اليهم أن يفعل ما يهوونه ويترك ما يكرهونه قال تعالى ﴿ ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ﴾ سورة المؤمنون ٧١ وقال لأصحاب نبيه ﷺ ﴿ واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ﴾ سورة الحجرات ٧ وقال الشيخ الاسلام رحمه الله تعالى
هذا تفسير آيات أشكلت حتى لا يوجد في طائفة من كتب في التفسير الا ما هو الخطأ فيها
منها قوله ﴿ إن الذين آمنوا والذين هادوا ﴾ الآيتين فهو سبحانه وصف أهل السعادة من الأولين والآخرين وهو الذي يدل عليه اللفظ ويعرف به معناه من غير تناقض ومناسبة لما قبلها ولما بعدها وهو المعروف عند السلف ويدل عليه ما ذكروه من سبب نزولها بالأسانيد الثابتة عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال سلمان سألت النبي ﷺ عن أهل دين كنت معهم فذكر من عبادتهم فنزلت الآية ولم يذكر فيه أنهم من أهل النار كما روى بأسانيد ضعيفة وهذا هو الصحيح كما في مسلم إلا بقايا من أهل الكتاب
والنبي ﷺ لم يكن بما لا علم عنده وقد ثبت أنه أثنى على من مات في الفترة كزيد بن عمرو وغيره ولم يذكر ابن أبي حاتم خلافا عن السلف لكن ذكر عن ابن عباس ثم أنزل الله ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام دينا ﴾ الآية ومراده أن الله يبين أنه لا يقبل إلا الإسلام من الأولين والآخرين
وكثير من السلف يريد بلفظ النسخ رفع ما يظن أن الآية دالة عليه فإن من المعلوم ان من كذب رسولا واحدا فهو كافر فلا يتناوله قوله ﴿ من آمن بالله ﴾ الخ
وظن بعض الناس ان الآية فيمن بعث إليهم محمدا ﷺ خاصة فغلطوا ثم افترقوا على أقوال متناقضة