فصل في قوله تعالى ﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾ سئل شيخ الإسلام
ابن تيمية قدس الله روحه عن قول النبي ﷺ دعوة أخي ذي النون ﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾ ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربته ما معنى هذه الدعوة ولم كانت كاشفة للكرب وهل لها شروط باطنة عند النطق بلفظها وكيف مطابقة اعتقاد القلب لمعناها حتى يوجب كشف ضره وما مناسبة ذكره ﴿ إني كنت من الظالمين ﴾ مع أن التوحيد يوجب كشف الضر وهل يكفيه اعترافه أم لا بد من التوبة والعزم في المستقبل وما هو السر في أن كشف الضر وزواله يكون عند انقطاع الرجاء عن الخلق والتعلق بهم وما الحيلة في انصراف القلب عن الرجاء للمخلوقين والتعلق بهم بالكلية وتعلقه بالله تعالى ورجائه وانصرافه إليه بالكلية وما السبب المعين على ذلك
فأجاب الحمد لله رب العالمين
لفظ الدعاء والدعوة في القرآن يتناول معنيين
دعاء العبادة
ودعاء المسألة
قال الله تعالى ﴿ فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ﴾ وقال تعالى ﴿ ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ﴾ وقال تعالى ﴿ ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو ﴾ وقال ﴿ وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ﴾ وقال ﴿ إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا ﴾ وقال تعالى ﴿ له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه ﴾ وقال تعالى ﴿ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ﴾ وقال في آخر السورة ﴿ قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ﴾