وقوله :﴿ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ ﴾ يجوز في ﴿ مَا ﴾ وجهان :
أحدهما : أن تكون نافية، والمعنى : ما أغنى عنه ماله.
والثاني : أن تكون استفهاماً، وموضعها نصب، والتقدير : أي شيء أغنى عنه ماله.
قوله تعالى :﴿ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴾ [المسد : ٣]، .
جاء في التفسير : أن (أم جميل) حمالة الحطب، كانت تحمل الشوك وتلقيه في طريق النبي - ﷺ -، وقيل : حمالة الحطب (نمامة)، والأول قول ابن عباس والضحاك وابن زيد، والثاني قول عكرمة ومجاهد وقتادة. والجيد : العنق، والمسد : الليف.
قال الفراء : يرتفع ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ من جهتين :
أي : يصلى وامرأته نار جهنم، و ﴿ حَمَّالَةَ ﴾ صفة لها هذا وجه.
والوجه الآخر : يقول : ما أغنى عنه ماله وامرأته في النار، فيكون ﴿ فِي جِيدِهَا ﴾ الرافع بها يعني : أن ﴿ امْرَأَتُهُ ﴾ مبتدأ، و ﴿ فِي جِيدِهَا ﴾ الخبر، وإن شئت جعلت ﴿ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ رافعة لها، أي : خبراً، كأنك قلت : ما أغنى ماله وامرأته هكذا.
ومن نصب ﴿ حَمَّالَةَ ﴾ فعلى القطع ؛ لأنها نكرة ؛ الانفصال مقدر فيها، أو على الشتم والذم والوجه الأول لا يجوز عند البصريين.
﴿ ومن سورة الإخلاص ﴾
قوله تعالى :﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص : ١-٢].
قال الفراء : سأل الكفار النبي - ﷺ -، فقالوا : ما ربك ؟ أمن ذهب أم من فضة ؟ ايأكل أم يشرب ؟ فأنزل الله تعالى :﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾، والتقدير على هذا : قُل