معاني القرآن، ج ٢، ص : ٨٢
قال الفراء : باطل والصواب :
زجّ القلوص أبو مزاده
قوله : سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ [٥٠] عامّة القراء مجمعون على أن القطران حرف «١» واحد مثل الظّربان. حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال : وحدّثنى حبّان عن الكلبىّ عن أبى صالح أن ابن عباس فسّرها (مِنْ قَطِرانٍ»
) : قد انتهى حرّه، قرأها ابن عبّاس كذلك. قال أبو زكريّا، وهو من قوله :(قالَ «٣» آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً).
ومن سورة الحجر
قوله عزّ وجلّ : رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ [٤] يقال : كيف دخلت (رب) على فعل لم يكن لأن مودّة الذين كفروا إنما تكون فى الآخرة؟ فيقال : إن القرآن نزل وعده ووعيده وما كان فيه، حقّا «٤» فإنه عيان، فجرى الكلام فيما لم يكن منه كمجراه فى الكائن. ألا ترى قوله عز وجل :(وَ لَوْ تَرى «٥» إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) وقوله :(وَ لَوْ تَرى «٦» إِذْ فَزِعُوا) كأنه ماض وهو منتظر لصدقه فى المعنى، وأن القائل يقول إذا نهى أو أمر فعصاه المأمور :
أما واللّه لربّ ندامة لك تذكر قولى فيها، لعلمه أنه سيندم ويقول : فقول اللّه عز وجل أصدق من قول المخلوقين.

(١) هذا مقابل الوجه الآتي فى القراءة عن ابن عباس فانه حرفان : قطر وآن.
(٢) هذا تفسير للآنى. والقطر هو النحاس أو الصفر المذاب.
(٣) الآية ٩٦ سورة الكهف.
(٤) متعلق بقوله :«نزل». [.....]
(٥) الآية ١٢ سورة السجدة.
(٦) الآية ٥١ سورة سبأ.


الصفحة التالية
Icon