معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٩٧
و قوله : أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ [١٣٤] من قبل الرسول (لَقالُوا) كيف أهلكنا من قبل أن أرسل إلينا رسول. فالهاء لمحمّد صلّى اللّه عليه وسلم. ويقال إن الهاء للتنزيل. وكلّ صواب وقوله : فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى [١٣٥] من ومن فى موضع رفع.
وكلّ ما كان فى القرآن مثله فهو مرفوع إذا كان بعده رافع مثل قوله (فَسَتَعْلَمُونَ «١» مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ومثله «٢» «لِنَعْلَمَ «٣» أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى » ومثله (أَعْلَمُ مَنْ «٤» جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ولو نصب كان صوابا، يكون بمنزلة قول اللّه (اللَّهُ يَعْلَمُ «٥» الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ).
وقوله :(فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ) الذين لم يضلّوا (وَ مَنِ اهْتَدى ) ممّن كان ضالا فهدى.
ومن سورة الأنبياء
و قوله : ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ [٢] لو كان المحدث نصبا أو رفعا لكان «٦» صوابا.
النصب على الفعل : ما يأتيهم محدثا. والرفع على الردّ على تأويل «٧» الذكر لأنك لو ألقيت (من)
(٢) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٣) الآية ١٢ سورة الكهف.
(٤) الآية ٨٥ سورة القصص.
(٥) الآية ٢٢٠ سورة البقرة.
(٦) ا :«كان».
(٧) يريد بتأويله ما يصير إليه وهو الرفع إذ حرف الجر زائد.