معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٢٦
و قوله : إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ [٥٠] قرأها عاصم «١» والأعمش (آثار) وأهل الحجاز (أثر) وكلّ صواب.
وقوله : فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا [٥١] يخافون هلاكه بعد اخضراره، يعنى الزرع.
وقوله : بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ [٥٣] و(من «٢» ضلالتهم). كلّ صواب. ومن قال (عَنْ ضَلالَتِهِمْ) كأنه قال : ما أنت بصارف العمى عن الضلالة. ومن قال (من) قال : ما أنت بمانعهم من الضلالة.
وقوله : يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ [٥٥] يحلفون حين يخرجون : ما لبثوا فى قبورهم إلّا ساعة. قال اللّه : كذبوا فى هذا كما كذبوا فى الدنيا وجحدوا. ولو كانت : ما لبثنا غير ساعة كان وجها لأنه من قولهم كقولك فى الكلام : حلفوا ما قاموا، وحلفوا ما قمنا.
ومن سورة لقمان
قوله : هُدىً وَرَحْمَةً [٣] أكثر القراء على نصب الهدى والرحمة على القطع. وقد رفعها حمزة على الائتناف لأنها مستأنفة فى آية منفصلة من الآية قبلها. وهى فى قراءة عبد اللّه (هدى وبشرى).
وقوله : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ [٦] نزلت فى النضر بن الحارث الدارىّ. وكان يشترى كتب الأعاجم فارس والروم وكتب أهل الحيرة (ويحدّث «٣») بها أهل مكة وإذا سمع القرآن أعرض عنه واستهزأ به. فذلك قوله (وَ يَتَّخِذَها هُزُواً) وقد اختلف القراء فى (وَ يَتَّخِذَها)

(١) أي فى رواية حفص. أما فى رواية أبى بكر فبالإفراد. وكذا قرأ بالجمع حمزة والكسائي وخلف.
(٢) لا يريد أن هذا قراءة، بل يريد أن (عن) و(من) فى هذا سواء.
(٣) ا :«فيحدث».


الصفحة التالية
Icon