معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢١٣
بالياء والتاء «١». من قال : يمنى، فهو للمنى، وتمنى للنطفة. وكلّ صواب، قرأه أصحاب عبد اللّه بالتاء. وبعض أهل المدينة [أيضا] «٢» بالتاء.
وقوله عز وجل : أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (٤٠).
تظهر الياءين، وتكسر الأولى، وتجزم الحاء. وإن كسرت الحاء ونقلت إليها إعراب الياء الأولى التي تليها كان صوابا، كما قال الشاعر :
و كأنها بين النساء سبيكة تمشى بسدّة بيتها فتعىّ «٣»
أراد : فتعيا «٤».
ومن سورة الإنسان
قوله تبارك وتعالى : هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ (١).
معناه : قد أتى على الإنسان حين من الدهر. «و هل» قد «٥» تكون جحدا، وتكون خبرا.
فهذا من الخبر لأنك قد تقول : فهل وعظتك؟ فهل أعطيتك؟ تقرره «٦» بأنك قد أعطيته ووعظته.
والجحد أن تقول : وهل يقدر واحد على مثل هذا؟.
وقوله تبارك وتعالى : لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (١).
يريد : كان شيئا، ولم يكن مذكورا. وذلك من حين خلقه اللّه من طين إلى أن نفخ فيه الروح.
وقوله عز وجل : أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ (٢).

(١) قرأ الجمهور : تمنى، وابن محيصن والجحدري وسلام ويعقوب وحفص وأبو عمرو بخلاف عنه بالياء (البحر المحيط ٨/ ٣٩١).
(٢) زيادة من ح، ش.
(٣) انظر الدرر اللوامع : ١ : ٣١. السبيكة : القطعة المذوّبة من الذهب أو الفضة.
والسدّة : الفناء، جاء فى البحر المحيط : قال ابن خالويه : لا يجيز أهل البصرة : سيبويه وأصحابه - ادغام : يحيى، قالوا : لسكون الياء الثانية، ولا يعتدون بالفتحة فى الياء، لأنه حركة إعراب غير لازمة.
وأمّا الفراء فاحتج بهذا البيت : تمشى بسدة بيتها فتعىّ، يريد فتعيا (البحر المحيط ٨/ ٣٩١) [.....]
(٤) كذا فى النسخ والأشبه أن تكون فتعى مضارع أعيا، فتكون مطابقة : ليحيى.
(٥) فى ش : وهل تكون.
(٦) كذا فى ش : وفى ب، ح : تقدره، تصحيف.


الصفحة التالية
Icon