معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٥٦
ومن سورة الأعلى
قوله عز وجل : سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ (١)، و«بِاسْمِ رَبِّكَ «١»».
كل ذلك قد جاء وهو من كلام العرب.
وقوله عز وجل : وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣).
قدّر خلقه فهدى الذكر لمأتى الأنثى من البهائم.
ويقال : قدّر فهدى وأضل، فاكتفى من ذكر الضلال بذكر الهدى لكثرة ما يكون معه. والقراء مجتمعون على تشديد (قدّر). وكان أبو عبد الرحمن السلمى يقرأ : قدر مخففة «٢»، ويرون أنها من قراءة على بن أبى طالب (رحمه اللّه) [١٣٥/ ا] والتشديد أحب إلىّ لاجتماع القراء عليه.
وقوله عز وجل : فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥).
إذا صار النبت يبيسا فهو غثاء. والأحوى : الذي قد اسودّ عن العتق «٣» ويكون أيضا :
أخرج المرعى أحوى، فجعله غثاء، فيكون مؤخّرا معناه التقديم.
وقوله عز وجل : سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (٦) إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ (٧).
لم يشأ أن ينسى شيئا، وهو كقوله :«خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ «٤»» ولا يشاء. وأنت قائل فى الكلام : لأعطينك كل ما سألت إلّا ما شئت، وإلّا أن أشاء أن أمنعك، والنية ألا تمنعه، وعلى هذا مجارى الأيمان يستثنى فيها. ونية الحالف التمام.
وقوله تبارك وتعالى : يَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى
(١١) يتجنب الذكرى فلا يذكر.
وقوله جل وعز : النَّارَ الْكُبْرى (١٢) هى السفلى من أطباق النار.

(١) فى سورة الواقعة الآيتان : ٧٤، ٩٦ :«فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ» وفى سورة الحاقة : الآية : ٥٢.
(٢) وقرأ بالتخفيف أيضا الكسائي من القدرة، أو من التقدير والموازنة (البحر المحيط : ٨/ ٤٥٨).
(٣) عبارة اللسان مادة : حوى، نقلا عن الفراء : الأحوى : الذي قد اسود من القدم والعتق.
(٤) سورة هود : الآيتان ١٠٧، ١٠٨.


الصفحة التالية
Icon