معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٨٦
و كأن الكلمة لما تقدم فيها الحب، وكان موضعه أن يضاف إليه شديد حذف الحب من آخره لمّا جرى ذكره فى أوله، ولرءوس الآيات، ومثله فى سورة إبراهيم :«أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ «١»» والعصوف لا يكون للأيام إنما يكون للريح [١٤٧/ ا] فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره، كأنه قيل : فى يوم عاصف الريح.
وقوله عز وجل : أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (٩).
رأيتها فى مصحف عبد اللّه :«إذا بحث ما فى القبور «٢»»، وسمعت بعض أعراب بنى أسد، وقرأها فقال :«بحثر» «٣» وهما لغتان : بحثر، وبعثر.
وقوله عز وجل : وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) بيّن.
وقوله عز وجل : إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١).
وهى «٤» فى قراءة عبد اللّه :«بأنه يومئذ بهم خبير «٥»»
ومن سورة القارعة
قوله عز وجل : يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (٤).
يريد : كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يومئذ يجول بعضهم فى بعض.
وقوله عز وجل : كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥) وفى قراءة عبد اللّه :«كالصوف المنفوش» وذكر :
أن صور الجبال تسيّر على الأرض، وهى فى صور الجبال كالهباء.

(١) سورة إبراهيم الآية : ١٨.
(٢) وقرأ بها أيضا الأسود بن زيد (البحر ٨/ ٥٠٥).
(٣) وقرأ بها عبد اللّه بن مسعود (البحر ٨/ ٥٠٥).
(٤) سقط من ش.
(٥) يروى : أن الحجاج قرأ هذه السورة على المنبر يحضهم على الغزو فجرى على لسانه :«إِنَّ رَبَّهُمْ» بفتح الألف، ثم استدركها فقال :«لَخَبِيرٌ» بغير لام. (تفسير القرطبي ٢٠/ ١٦٣).


الصفحة التالية
Icon