معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٩٤
و قوله عز وجل : أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ (٤).
بعد «١» السنين التي أصابتهم، فأكلوا الجيف والميتة، فأخصبت الشام فحملوا إلى الأبطح، فأخصبت اليمن فحملت إلى جدّة. يقول : فقد أتاهم اللّه بالرزق من جهتين وكفاهم الرحلتين، فإن اتبعوك ولزموا البيت كفاهم اللّه الرحلتين أيضا كما كفاهم.
وقوله عز وجل : وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤).
يقال : إنها بلدة آمنة، ويقال : من الخوف : من الجذام، فكفوا ذلك، فلم يكن بها حينئذ جذام. وكانت رحلة الشتاء [١٥٠/ ا] إلى الشام، ورحلة الصيف إلى اليمن. ومن قرأ :«إلفهم» فقد يكون من : يؤلفون، وأجود من ذلك أن يكون من [يألفون رحلة الشتاء ورحلة الصيف.
والإيلاف «٢»] من : يؤلفون، أي : أنهم يهيئون ويجهزون.
ومن سورة الدين
قوله عز وجل : أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١).
وهى فى قراءة عبد اللّه :«أ رأيتك الذى»، والكاف صلة تكون ولا تكون «٣»، والمعنى واحد.
وقوله عز وجل : يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢).
من دععت وهو يدعّ : يدفعه عن حقه، ويظلمه. وكذلك :«يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ «٤»».
وقوله عز وجل : وَلا يَحُضُّ (٣).
أي : لا يحافظ على إطعام المسكين ولا يأمر به.
(٢) ما بين الحاصرتين فى هامش ب لا فى الأصل.
(٣) فى ش : يكون ولا يكون.
(٤) سورة الطور الآية : ١٣.