معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٩٩
و فى قراءة عبد اللّه :«و امرأته حمالة للحطب» نكرة منصوبة، وكانت تنم بين الناس، فذلك حملها الحطب يقول : تحرّش بين الناس، وتوقد بينهم العداوة.
وقوله جل وعز : فِي جِيدِها : فى عنقها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥).
وهى : السلسلة التي فى النار، ويقال : من مسد : هو ليف المقل «١».
ومن سورة الإخلاص
قوله عز وجل : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١).
سألوا النبي صلّى اللّه عليه وسلم : ما ربك؟ أيأكل أم يشرب؟ أم من ذهب أم من فضة؟
فأنزل اللّه جل وعز :«قُلْ هُوَ اللَّهُ». ثم قالوا : فما هو؟ فقال :«أَحَدٌ». وهذا من صفاته :
أنه واحد، وأحد «٢» وإن كان نكرة. قال أبو عبد اللّه : يعنى فى اللفظ، فإنه مرفوع بالاستئناف كقوله :«هذا بعلى شيخ «٣»». وقد قال الكسائي فيه قولا لا أراه شيئا. قال : هو عماد. مثل قوله :
«إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ «٤»». فجعل «أَحَدٌ «٥»» مرفوعا باللّه، وجعل هو «٦» بمنزلة الهاء فى (أنه)، ولا يكون العماد مستأنفا به حتى يكون قبله إن أو بعض أخواتها، أو كان أو الظن.
قوله عز وجل : كُفُواً أَحَدٌ (٤).
يثقل ويخفف «٧»، وإذا كان فعل النكرة بعدها أتبعها فى كان وأخواتها فتقول :[لم يكن لعبد اللّه أحد نظير، فإذا قدمت النظير نصبوه، ولم يختلفوا فيه، فقالوا] «٨» : لم يكن لعبد اللّه نظيرا أحد. وذلك أنه إذا كان بعدها فقد أتبع الاسم فى رفعه، فإذا تقدم فلم يكن قبله شى ء

(١) المقل : حمل الدّوم، واحدته مقلة، والدّوم شجرة تشبه النخلة فى حالاتها (اللسان).
(٢) فى ش : واحد أحدا.
(٣) سورة هود الآية : ٧٣.
(٤) سورة النمل الآية : ٩
(٥) فى ش : أحدا.
(٦) سقط فى ش.
(٧) خفف (أسكن الفاء) حمزة، ويعقوب، وخلف، وثقّل (ضم الفاء) الباقون، لغتان (الإتحاف ٤٤٥).
(٨) سقط فى ش.


الصفحة التالية
Icon