تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٥
[الجزء الأول ]
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
الحمد لله تعالى المتفضّل المنعم، حمدا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، فإني وتالله لمدين بالنعم الوافرة الكثيرة لله عزّ وجلّ، ولا أملك إلا لسان الحمد والشكر بكل ما أوتيت من قوة، وما أملك من حواس وأعصاب وعقل ووعي، وفي كل حين وآن، وفاء ببعض الواجب لشكر نعم الله سبحانه. والصّلاة والسّلام الأتمان الأكملان على النّبي المنقذ من الضّلالة والجهالة والرّدى، إلى نور الحق والإيمان والهدى، وعلى آله وأصحابه الغرّ الميامين، الذين هم قدوتنا، ولهم الفضل على جميع الأمة إلى يوم القيامة، وبعد :ما كنت لأحسب أني في حياتي أخطّ كلمة واحدة في تفسير كتاب الله وكلامه الذي أوحاه لنبيّه لأنه لا يمكن لأي عالم مهما أوتي من العلم أن يجزم بما هو المراد من كلام الله، لأن مراد الله تعالى لا يحصره بيان، ولا يقطع أحد على الإطلاق بما هو المقصود من شرع الله تعالى، ولكنها المحاولة في التبيان والتبسيط والتيسير وتقريب البعيد، وجمع المفيد، وتحقيق المتلابسات، وربط التالي لكتاب الله تعالى بما هو المطلوب منه، والمفروض شرعا عليه، من العمل بما أنزل الله حكما عربيّا «١» قائما بين الناس، وصلة بالله تعالى، وحفاظا على أمة القرآن إلى يوم الدّين.
(١) أي فصلا للأمر، على وجه الحق باللسان العربي، أو حاكما بالعربية أو حكمة.