تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٨٢٨
تفسير سورة التكوير
تبدلات السماء والأرض يوم القيامة
وصف اللّه تعالى أحوال القيامة وأهوالها بما يثير الرعب والقلق والوحشة، حيث تبدل السماوات والأرض، ويفاجأ الإنسان بعالم جديد، تنقضّ فيه السماء والنجوم والكواكب، وتزول الجبال من مواضعها وتتبدد، وتحترق مياه البحار، وتعود الأرواح إلى الأموات، وتتطاير الصحف، وتوقد الجحيم وتلتهب، وتقترب الجنة وتتدنى، وتعلم كل نفس ما قدمت من خير أو شر، كما يبين في الآيات الآتية في مطلع سورة التكوير المكية بإجماع المتأولين :
[سورة التكوير (٨١) : الآيات ١ الى ١٤]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (٤)
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (١٤)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩» «١٠» «١١» «١٢» «١٣» [التكوير : ٨١/ ١- ١٤].
هذه كلها أوصاف يوم القيامة، إذا لفّت الشمس وطويت بأن تدار ويذهب بها إلى
(١) لفت وطويت. [.....]
(٢) تساقطت وهوت.
(٣) أزيلت عن مواضعها.
(٤) تركت النوق الحوامل مهملة بلا راع وبلا حلب.
(٥) جمعت للقصاص بينها.
(٦) أوقدت نارا فاحترقت.
(٧) جمعت الأرواح بالأبدان.
(٨) البنت المدفونة حية.
(٩) صحف الأعمال فتحت وبسطت.
(١٠) أزيلت مثل كشط الجلد عن الذبيحة.
(١١) أوقدت نارها.
(١٢) قربت وأدنيت.
(١٣) ما قدمت من خير أو شر.


الصفحة التالية
Icon