تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٩٠٥
تفسير سورة القدر
بدء نزول القرآن وفضائل ليلة القدر
لقد شرفت ليلة القدر، أي العظمة، بما اشتملت عليه من أعظم حدث إلهي بشري في التاريخ، ألا وهو بدء نزول القرآن الكريم فيها، فصارت ليلة مباركة، كما تضمنت تنزل الملائكة والروح جيريل فيها بكل أمر من أوامر اللّه تعالى، وأنها سلام من كل سوء، وأمان، واطمئنان، وعافية، ومستجاب الدعاء، من بدايتها حتى طلوعها فجر اليوم التالي.
أخرج الترمذي والحاكم وابن جرير عن الحسن بن علي : أن ليلة القدر خير من ألف شهر،
و لكنه حديث غريب ومنكر جدا.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، ففعل ذلك ألف شهر، فأنزل اللّه : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) عملها ذلك الرجل. وهذه هي السورة المكية على الصحيح :
[سورة القدر (٩٧) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤)
سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)
«١» «٢»
«٣» [القدر : ٩٧/ ١- ٥].
(١) الضمير يعود للقرآن، وإن لم يتقدم ذكره، لدلالة المعنى عليه.
(٢) هي الليلة المباركة ليلة الشرف الرفيع والقدر العالي. [.....]
(٣) هو جبريل عليه السّلام.


الصفحة التالية
Icon