﴿فارتقب﴾ أي: فانتظر ما يحل بهم ﴿إنهم مرتقبون﴾ أي: منتظرون ما يحل بك فمفعولا الارتقاب محذوفان أي: فارتقب النصر من ربك إنهم مرتقبون بك ما يتمنونه من الدوائر والغوائل ولن يضرك ذلك، وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري أنه ﷺ قال: «من قرأ حم الدخان ليلة جمعة أصبح مغفوراً له». رواه الترمذي وزاد الزمخشري: «من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك» ورواه البغوي عن أبي هريرة. قال ابن عادل: قال أبو أمامة رضي الله تعالى عنه: «سمعت رسول الله ﷺ يقول: من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتاً في الجنة» والله تعالى أعلم بالصواب.
سورة الجاثية
مكية إلا ﴿قل للذين آمنوا يغفروا﴾ الآية هي سبع وثلاثون آية وأربعمائة وثمان وثمانون كلمة، وألفان ومائة وواحد وتسعون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الذي تفرد بتمام العز والكبرياء ﴿الرحمن﴾ الذي أحكم رحمته بالبيان العام للسعداء والأشقياء ﴿الرحيم﴾ الذي خص بملابسة طاعته الأولياء وتقدم الكلام على قوله تعالى:
(١٠/٢٠٩)
﴿حم﴾ ثم إن جعلتها اسماً مبتدأ مخبراً عنه بقوله تعالى:
﴿تنزيل الكتاب﴾ أي: الجامع لكل خير لم يكن بد من حذف مضاف تقديره، تنزيل حم تنزيل الكتاب. وقوله تعالى: ﴿من الله﴾ أي: المحيط بصفات الكمال صلة للتنزيل، وإن جعلتها تعديداً للحروف كان تنزيل الكتاب مبتدأ والظرف خبراً ﴿العزيز﴾ في ملكه ﴿الحكيم﴾ في صنعه.
(١٠/٢١٠)
ولما كانت الحواميم كما روى أبو عبيدة في كتاب الفضائل عن ابن عباس لبيان القرآن حذف ما ذكر في البقرة من قوله تعالى ﴿خلق﴾ ليكون ما هنا أشمل فقال تعالى:


الصفحة التالية
Icon