سورة النساء
* * *
فإن قيل: في قوله تعالى: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا).
إذ كانت حواء مخلوقة من آدم، ونحن مخلوقون منه أيضاً، تكون حواء إلى آدم نسبة الولد لأنها متفرعة منه، فتكون أختاً لنا لا أماً؟
قلنا: قال بعض المفسرين (من) لبيان الجنس لا للتبعيض، فمعناه وخلق من جنسها زوجها، كما في قوله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ).
الثانى: وهو الذي عليه الجمهور أنها للتبعيض.
ولكن خلق حواء من آدم لم يكن بطريق التوليد كخلق الأولاد من الآباء، فلا يلزم منه ثبوت حكم البنتية والأختية فيها.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ). واليتيم لا يعطى ماله حتى يبلغ اتفاقاً؟
قلنا: المراد به إذا بلغوا وإنما سموا يتامى لقرب عهدهم بالبلوغ باعتبار ما كان، كما تسمى الناقة عشراء بعد الوضع، وقد يسمى البالغ يتيماً باعتبار ما كان، كما يسمى الحى ميتاً والعنب خمراً باعتبار ما يكون. قال الله تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ).
وقال: (إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً).
ومنه قولهم للنبى ﷺ بعد ما نبأه الله تعالى "يتيم أبى طالب ".
* * *
فإن قيل: أكل مال اليتيم (حرام وحده) ومع أموال الأوصياء،