وعن قوله عز وجل: ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ﴾ ١ يعني اليهود فأمر الله عز وجل: نبيه ﷺ أن يحكم بينهم أو يعرض عنهم إن شاء ثم أنزل الله عز وجل: الآية التي بعدها ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ ٢ فأمر الله عز وجل: نبيه ﷺ يحكم بينهم بما أنزل الله بعد أن كان رخص له إن شاء أن يعرض عنهم٣.
ومن [سورة الأنعام]
وعن قوله عز وجل: ﴿وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً﴾ ٤ ثم أنزل الله في براءة٥ فأمر بقتالهم
ومن [سورة الأنفال]
وعن قوله ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾ ٦ فنسختها الآية التي في براءة ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ ٧.
٢ المائدة ٤٨.
٣ ينظر: ابن حزم ١٢٨، ابن سلامة ٤١، مكي ٢٣٤، ابن الجوزي ٢٠٤، العتائقي ٤٧، ابن المتوج ١٠١. وفي جميعها أن الآية الناسخة هي الآية ٤٩: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ... ﴾
٤ الأنعام ٧٠.
٥ الآية ٥: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ كما ورد عند النحاس ١٣٧ ومكي ٢٤٣ نقلا عن قتادة وذهب إلي ذالك ابن الجوزي أيضا ٢٠٥. وذهب ابن حزم ١٢٨ وابن سلامة ٤٥ والعتائقي ٤٩ وابن المتوج ١٠٧ إلي الآية ٢٩ من التوبة: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾.
٦ الأنفال ٦١.
٧ التوبة ٥. وذكر النحاس ١٥٥ ومكي ٢٥٩ قول قتادة. وذهب إلي ذالك ابن المتوج ١٢١. وهي الآية ٢٩ عند ابن حزم ١٢٩ وابن سلامة ٤٩ والعتائقي ٥١.