ومن [سورة الأحقاف]
وعن قوله عز وجل: ﴿وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ﴾ ١ قد أعلم الله عز وجل: نبيه ﷺ ما يفعل به فأنزل الله عز وجل: بيان ذلك فقال: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً﴾ إلى قوله ﴿نصْراً عَزِيزاً﴾ ٢.
عن قتادة عن أنس بن مالك٣ إن هذه الآية نزلت٤ على رسول الله ﷺ مرجعة من الحديبية والنبي ﷺ وأصحابه مخالطون الحزن والكآبة وقد حيل بينهم وبين مناسكهم فنحروا الهدي بالحديبية فحدثهم أنس أن رسول الله ﷺ قال لأصحابه أنزلت علي آية أحب إلي من الدنيا جميعاً فتلاها نبي الله ﷺ فقال رجل من القوم هنيئا مريئا يا نبي الله قد بين الله عز وجل: لك ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فأنزل الله عز وجل بعدها: ﴿لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً﴾ ٥.
حدثنا همام رجل يقال له أبو عبد الله قال سمعت السدي٦.
٢ الفتح ١ - ٣.
٣ أنس بن مالك خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم توفي سنة ٩٣هـ "أسد الغابة ١/١٥١، الإصابة ١/١٢٦، خلاصة تذهيب الكمال ١/١٠٥".
٤ ينظر: أسباب نزول القرآن ٤٠٣ - ٤٠٥ وفيه رواية قتادة عن أنس لباب النقولفي أسباب النزول١٩٨.
٥ الفتح ٥. وينظر: تفسير الطبري ٢٦/٧٢، تفسير البغوي ٦/١٢١، الدر المنثور ٦/١٥٩. وينظر أيضا: ابن حزم ١٣٤، النحاس ٢١٩، اب سلامة ٨٢، مكي ٣٥٦، ابن الجوزي ٢١٢، العتائقي ٧٣، ابن المتوج ١٨٢.
٦ هو إسماعيل بن عبد الرحمن، من رواة الحديث، توفي سنة ١٢٧هـ "ميزان الإعتدال ١/٢٣٦، تهذيب التهذيب ١/٣١٣، طبقات المفسرين ١/١٠٩"