أَوْلِيَائِهِمْ } من المشركين ﴿ لِيُجَادِلُوكُمْ ﴾ بقولهم : ولا تأكلوا مما قتله الله. وبهذا يرجع تأويل من تأوله بالميتة ﴿ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾ لأنّ من اتبع غير الله تعالى في دينه فقد أشرك به. ومن حق ذي البصيرة في دينه أن لا يأكل مما لم يذكر اسم الله عليه كيفما كان ؛ لما يرى في الآية من التشديد العظيم، وإن كان أبو حنيفة رحمة الله مرخصاً في النسيان دون العمد، ومالك والشافعي رحمهما الله فيهما.
! ٧ < ﴿ أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * وَكَذالِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ > ٧ !
< < الأنعام :( ١٢٢ ) أو من كان..... > > مثل الذي هداه الله بعد الضلالة ومنحه التوفيق لليقين الذي يميز به بين المحق والمبطل والمهتدي والضال، بمن كان ميتاً فأحياه الله وجعل له نوراً يمشي به في الناس مستضيئاً به، فيميز بعضهم من بعض، ويفصل بين حلاهم ومن بقي على الضلالة بالخابط في الظلمات لا ينفك منها ولا يتخلص ومعنى قوله :﴿ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا ﴾ كمن صفته هذه وهي قوله :﴿ فِى * الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا ﴾ ( الأنعام : ١٢٢ ) بمعنى : هو في الظلمات ليس بخارج منها، كقوله تعالى :﴿ مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ ﴾ ( محمد : ١٥ ) أي صفتها هذه، وهي قوله :﴿ فِيهَا أَنْهَارٌ ﴾ ( محمد : ١٥ ). ﴿ زُيّنَ لِلْكَافِرِينَ ﴾ أي زينه الشيطان، أو الله عزّ وعلا على قوله :﴿ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ ﴾ ( النمل : ٤ ) ويدل عليه قوله :﴿ وَكَذالِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا ﴾ يعني : وكما جعلنا في مكة صناديدها ليمكروا فيها، كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها لذلك. ومعناه : خليناهم ليمكروا وما كففناهم عن المكر، وخصّ الأكابر لأنهم هم الحاملون على الضلال والماكرون بالناس، كقوله :﴿ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ﴾ ( الإسراء : ١٦ ) وقرىء :( أكبر مجرميها ) على قولك : هم أكبر قومهم، وأكابر قومهم ﴿ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ ﴾ لأنّ مكرهم يحيق بهم. وهذه تسلية لرسول الله ﷺ وتقديم موعد بالنصرة عليهم. روي أن الوليد بن المغيرة قال : لو كانت النبوة حقاً لكنت أولى بها منك، لأني أكبر منك سناً وأكثر منك مالاً. وروي : أن أبا جهل قال : زاحمنا بني عبد مناف في الشرف، حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا : منا نبيّ يوحي إليه، والله لا نرضى به ولا نتبعه أبداً إلاّ أن يأتينا وحي كما يأتيه، فنزلت ونحوها قوله تعالى :﴿ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِىء مّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً ﴾ ( المدثر : ٥٢ ).
! ٧ < { وَإِذَا جَآءَتْهُمْ ءَايَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَآ أُوتِىَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَل

__________


الصفحة التالية
Icon