رحمته، ليعلم أن الذنوب وإن جلت وعظمت فإن عفوه وكرمه أعظم وأجلّ، ولكن لا بدّ من حفظ الشريطة : وهي وجوب التوبة والإنابة، وما وراءه طمع فارغ وأشعبيه باردة، لا يلتفت إليها حازم.
! ٧ < ﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الاٌّ لْوَاحَ وَفِى نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ > ٧ { < الأعراف :( ١٥٤ ) ولما سكت عن..... > >
﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ ﴾ هذا مثل، كأن الغضب كان يغريه على ما فعل ويقول له : قل لقومك كذا وألقي الألواح، وجرّ برأس أخيك إليك، فترك النطق بذلك وقطع الإغراء، ولم يستحسن هذه الكلمة ولم يستفصحها كل ذي طبع سليم وذوق صحيح إلاّ لذلك، ولأنه من قبيل شعب البلاغة، وإلاّ فما لقراءة معاوية بن قرة :( ولما سكن عن موسى الغضب )، لا تجد النفس عندها شيئاً من تلك الهزة، وطرفاً من تلك الروعة. وقرىء :( ولما سكت ) و ( أسكت ) أي أسكته الله، أو أخوه باعتذاره إليه وتنصله، والمعنى : ولما طفىء غضبه ﴿ أَخَذَ الاْلْوَاحَ ﴾ التي ألقاها ﴿ وَفِى نُسْخَتِهَا ﴾ وفيما نسخ منها، أي كتب. والنسخة فعلة بمعنى مفعول كالخطبة ﴿ لِرَبّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ دخلت اللام ولتقدم المفعول، لأن تأخر الفعل عن مفعوله يكسبه ضعفاً. ونحوه ﴿ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ﴾ ( يوسف : ٤٣ ) وتقول : لك ضربت.
! ٧ < { وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن