العدد ولا يحيط بها الوصف ﴿ وَأَنْ عَسَى ﴾ أن مخففة من الثقيلة، والأصل : أنه عسى، على أن الضمير ضمير الشأن. والمعنى : أو لم ينظروا في أنّ الشأن والحديث عسى ﴿ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ﴾ ولعلهم يموتون عما قريب، فيسارعوا إلى النظر وطلب الحق وما ينجيهم. قبل مغافصة الأجل وحلول العقاب ويجوز أن يراد باقتراب الأجل : اقتراب الساعة، ويكون من ( كان ) التي فيها ضمير الشأن. فإن قلت : بم يتعلق قوله :﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ ؟ قلت : بقوله :﴿ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ﴾ كأنه قيل : لعلّ أجلهم قد اقترب، فما لهم لا يبادرون إلى الإيمان بالقرآن قبل الفوت، وماذا ينتظرون بعد وضوح الحقِّ، وبأيّ حديث أحقّ منه يريدون أن يؤمنوا.
! ٧ < ﴿ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ > ٧ !
< < الأعراف :( ١٨٦ ) من يضلل الله..... > > قرىء :( ويذرهم ) بالياء والنون، والرفع على الاستئناف، ويذرهم، بالياء والجزم عطفاً على محل ﴿ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ﴾ كأنه قيل : من يضلل الله لا يهده أحد ويذرهم.
! ٧ < ﴿ يَسْألُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْألُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ { < الأعراف :( ١٨٧ ) يسألونك عن الساعة..... > >
﴿يَسْئَلُونَكَ ﴾ قيل : إن قوماً من اليهود قالوا : يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبياً، فإنا نعلم متى هي، وكان ذلك امتحاناً منهم، مع علمهم أن الله تعالى قد استأثر بعلمها. وقيل : السائلون قريش. و ﴿ السَّاعَةَ ﴾ من الأسماء الغالبة، كالنجم للثريا. وسميت القيامة بالساعة، لوقوعها بغتة أو لسرعة حسابها، أو على العكس لطولها، أو لأنها عند الله على طولها كساعة من الساعات عند الخلق. ﴿ أَيَّانَ ﴾ بمعنى متى. وقيل ؛ اشتقاقه من أيّ فعلان منه، لأنّ معناه أيّ وقت وأيّ فعل، من أويت إليه، لأنّ البعض آو إلى الكل متساند إليه، قاله ابن جني، وأبى أن يكون من ( أين ) لأنّه زمان، ( وأين ) مكان. وقرأ السلمي ( إيان ) بكسر الهمزة ﴿ مُرْسَاهَا ﴾ إرساؤها، أو وقت إرسائها ؛ أي إثباتها وإقرارها. وكل شيء ثقيل رسّوه ثباته واستقراره. ومنه رسي الجبل وأرسي السفينة. والمرسى : الأنجر الذي ترسى به، ولا أثقل من الساعة، بدليل قوله ﴿ ثَقُلَتْ فِى السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ ﴾ والمعنى حتى يرسيها الله ﴿ إِنَّمَا عِلْمُهَا ﴾ أي علم وقت إرسائها عنده قد استأثر به، ولم يخبر به أحداً من ملك مقرّب