والبنان : الأصابع، يريد الأطراف. والمعنى : فاضربوا المقاتل والشوي، لأن الضرب إما واقع على مقتل أو غير مقتل، فأمرهم بأن يجمعوا عليهم النوعين معاً. ويجوز أن يكون قوله ﴿ سَأُلْقِى ﴾ إلى قوله :﴿ كُلَّ بَنَانٍ ﴾ عقيب قوله :﴿ فَثَبّتُواْ الَّذِينَ ءامَنُواْ ﴾ تلقينا للملائكة ما يثبتونهم به، كأنه قال : قولوا لهم قولي :﴿ سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ ﴾ أو كأنهم قالوا : كيف نثبتهم ؟ فقيل : قولوا لهم قولي :﴿ سَأُلْقِى ﴾ فالضاربون على هذا هم المؤمنون.
! ٧ < ﴿ ذالِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذالِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ﴾ > ٧ { < الأنفال :( ١٣ - ١٤ ) ذلك بأنهم شاقوا..... > >
﴿ ذالِكُْ ﴾ إشارة إلى ما أصابهم من الضرب والقتل والعقاب العاجل، ومحله الرفع على الابتداء و ﴿ بِأَنَّهُمْ ﴾ خبره، أي ذلك العقاب وقع عليهم بسبب مشاقتهم. والمشاقة : مشتقة من الشق، لأن كلا المتعاديين في شق خلاف شق صاحبه، وسئلت في المنام عن اشتقاق المعاداة فقلت : لأن هذا في عدوة وذاك في عدوة، كما قيل : المخاصمة والمشاقة، لأن هذا في خصم أي في جانب، وذاك في خصم، وهذا في شق، وذاك في شق. والكاف في ﴿ ذالِكَ ﴾ لخطاب الرسول عليه السلام، أو خطاب كل واحد، وفي ﴿ ذالِكُمْ ﴾ للكفرة، على طريقة الالتفات. ومحل ﴿ ذالِكُمْ ﴾ الرفع على ذلكم العقاب، أو العقاب ذلكم ﴿ فَذُوقُوهُ ﴾ ويجوز أن يكون نصباً على : عليكم ذلكم فذوقوه، كقولك : زيداً فاضربه ﴿ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ عطف على ذلكم في وجهيه، أو نصب على أن الواو بمعنى مع. والمعنى : ذوقوا هذا العذاب العاجل مع الآجل الذي لكم في الآخرة، فوضع الظاهر موضع الضمير، وقر الحسن ( وإن للكافرين ) بالكسر.
! ٧ < ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ > ٧ { < الأنفال :( ١٥ ) يا أيها الذين..... > >
﴿زَحْفاً ﴾ حال من الذين كفروا. والزحف : الجيش الدهمالذي يرى لكثرته كأنه يزحف، أي يدب دبيباً، من زحف الصبي إذا دبّ على إسته قليلاً قليلاً، سمي بالمصدر والجمع زحوف والمعنى : إذا لقيتموهم للقتال وهم كثير جم وأنتم قليل فلا تفرّوا، فضلاً أن تدانوهم في العدد أو تساووهم، أو حال من الفريقين. أي إذا لقيتموهم متزاحفين هم وأنتم، أو حال من المؤمنين كأنهم أُشعروا بما كان سيكون منهم يوم حنين حين تولوا