بالياء فليس بقراءة. ولا يجوز أن تكون قراءة. ومن صرح بها فهو لاحن محرف.
! ٧ < ﴿ أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ١٣ ) ألا تقاتلون قوما..... > > ﴿ أَلاَ تُقَاتِلُونَ ﴾ دخلت الهمزة على ﴿ لاَ تُقَاتِلُونَ ﴾ تقريراً بانتفاء المقاتلة. ومعناه : الحضّ عليها على سبيل المبالغة ﴿ نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم ﴾ التي حلفوها في المعاهدة ﴿ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ ﴾ من مكة حين تشاوروا في أمره بدار الندوة، حتى أذن الله تعالى له في الهجرة، فخرج بنفسه ﴿ وَهُم بَدَءوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ أي : وهم الذين كانت منهم البداءة بالمقاتلة، لأن رسول الله ﷺ جاءهم أولاً بالكتاب المنير وتحداهم به، فعدلوا عن المعارضة لعجزهم عنها إلى القتال فهم البادءون بالقتال والبادىء أظلم، فما يمنعكم من أن تقاتلوهم بمثله، وأن تصدموهم بالشرّ كما صدموكم ؟ وبخهم بترك مقاتلتهم وحضّهم عليها، ثم وصفهم بما يوجب الحضّ عليها. ويقرر أن من كان في مثل صفاتهم من نكث العهد وإخراج الرسول والبدء بالقتال من غير موجب، حقيق بأن لا تترك مصادمته، وأن يوبخ من فرط فيها ﴿ أَتَخْشَوْنَهُمْ ﴾ تقرير بالخشية منهم وتوبيخ عليها ﴿ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ ﴾ فتقاتلوا أعداءه ﴿ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ يعني أن قضية الإيمان الصحيح أن لا يخشى المؤمن إلاّ ربه، ولا يبالي بمن سواه، كقوله تعالى :﴿ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ ﴾ ( الأحزاب : ٣٩ ).
! ٧ < ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ١٤ - ١٥ ) قاتلوهم يعذبهم الله..... > > لما وبخهم الله على ترك القتال، جرّد لهم الأمر به فقال :﴿ قَاتِلُوهُمْ ﴾ ووعدهم ليثبت قلوبهم وبصحح نياتهم أنه يعذبهم بأيديهم قتلاً، ويخزيهم أسراً، ويوليهم النصر والغلبة عليهم ﴿ وَيَشْفِ صُدُورَ ﴾ طائفة من المؤمنين، وهم خزاعة، قال ابن عباس رضي الله عنه : هم بطون من اليمن وسبأ قدموا مكة فأسلموا، فلقوا من أهلها أذى شديداً، فبعثوا إلى رسول الله ﷺ يشكون إليه، فقال : أبشروا فإن الفرج قريب ﴿ وَيُذْهِبْ غَيْظَ ﴾ قلوبكم لما لقيتم منهم من المكروه، وقد حصل الله لهم هده المواعيد كلها، فكان ذلك دليلاً على صدق رسول الله ﷺ وصحة نبوته ﴿ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاء ﴾ ابتداء كلام، وإخبار بأن بعض أهل مكة يتوب عن كفره، وكان ذلك أيضاً، فقد أسلم ناس منهم وحسن إسلامهم، وقرىء :( ويتوب ) بالنصب بإضمار ( أن ) ودخول التوبة في جملة ما أجيب به الأمر من طريق المعنى ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ يعلم ما سيكون كما يعلم ما قد كان ﴿ حَكِيمٌ ﴾ لا يفعل إلاّ ما اقتضته الحكمة.