أنوفهم، وأذاقهم أنواع الكلف والمجاشم في جمعه واكتسابه وفي تربية أولادهم. فإن قلت : إن صحّ تعليق التعذيب بإرادة الله تعالى، فما بال زهوق أنفسهم ﴿ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ ؟ قلت : المراد الاستدراج بالنعم، كقوله تعالى :﴿ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً ﴾ ( آل عمران : ١٧٨ ) كأنه قيل : ويريد أن يديم عليهم نعمته إلى أن يموتوا وهم كافرون ملتهون بالتمتع عن النظر للعاقبة.
! ٧ < ﴿ وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَاكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ * لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ٥٦ ) ويحلفون بالله إنهم..... > > ﴿لَمِنكُمْ ﴾ لمن جملة المسلمين ﴿ يَفْرَقُونَ ﴾ يخافون القتل وما يفعل بالمشركين، فيتظاهرون بالإسلام تقية ﴿ مَلْجَئاً ﴾ مكاناً يلتجئون إليه متحصنين به من رأس جبل أو قلعة أو جزيرة ﴿ أَوْ مَغَارَاتٍ ﴾ أو غيراناً. وقرىء بضم الميم، من أغار الرجل وغار إذا دخل الغور. وقيل : هو تعدية غار الشيء وأغرته أنا، يعني : أمكنة يغيرون فيها أشخاصهم. ويجوز أن يكون من : أغار الثعلب، إذا أسرع، بمعنى مهارب ومغار ﴿ أَوْ مُدَّخَلاً ﴾ أو نفقاً يندسون فيه وينجحرون، وهو مفتعل من الدخول. وقرىء مدخلاً من دخل ومدخلاً من أدخل : مكاناً يدخلون فيه أنفسهم. وقرأ أبيّ بن كعب رضي الله عنه : متدخلاً وقرىء : لو ألوا إليه لالتجؤا إليه ﴿ يَجْمَحُونَ ﴾ يسرعون إسراعاً لا يردّهم شيء ؛ من الفرس الجموح، وهو الذي إذا حمل لم يردّه اللجام. وقرأ أنس رضي الله عنه : يجمزون. فسئل فقال : يجمحون ويجمزون ويشتدّون واحد.
! ٧ < ﴿ وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴾ > ٧ { < التوبة :( ٥٨ ) ومنهم من يلمزك..... > >
﴿يَلْمِزُكَ ﴾ يعيبك في قسمه الصدقات ويطعن عليك. قيل : هم المؤلفة قلوبهم. وقيل : هو ابن ذي الخويصرة رأس الخوارج، كان رسول الله ﷺ يقسم غنائم حنين فقال :
( ٤٦٨ ) اعدل يا رسول الله، فقال صلوات الله عليه وسلامه ( ويلك إن لم أعدل فمن يعدل ؟ ) وقيل : هو أبو الجواظ، من المنافقين، قال :