جميعاً، ولا تحابهم وكل من وقف منه على فساد في العقيدة فهذا الحكم ثابت فيه، يجاهد بالحجة، وتستعمل معه الغلظة ما أمكن منها، وعن ابن مسعود : إن لم يستطع بيده فبلسانه، فإن لم يستطع فليكفهرّ في وجهه فإن لم يستطع فبقلبه. يريد الكراهة والبغضاء والتبرأ منه. وقد حمل الحسن جهاد المنافقين على إقامة الحدود عليهم إذا تعاطوا أسبابها.
! ٧ < ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِى الدُّنْيَا وَالاٌّ خِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِى الاٌّ رْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ > ٧ !
( ٤٧٣ ) < < التوبة :( ٧٤ ) يحلفون بالله ما..... > > أقام رسول الله ﷺ في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن، ويعيب المنافقين المتخلفين فيسمع من معه منهم، منهم الجلاس بن سويد. فقال الجُلاَس : والله لئن كان ما يقول محمد حقاً لإخواننا الذين خلفناهم وهم ساداتنا وأشرافنا، فنحن شرّ من الحمير. فقال عامر بن قيس الأنصاري للجلاس : أجل، والله إنّ محمداً لصادق وأنت شرّ من الحمار. وبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فاستحضر فحلف بالله ما قال، فرفع عامر يده فقال : اللَّهم أنزل على عبدك ونبيك تصديق الكاذب وتكذيب الصادق فنزلت ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ ﴾ فقال الجلاس : يا رسول الله، لقد عرض الله عليّ التوبة. والله لقد قلته وصدق عامر، فتاب الجلاس وحسنت توبته ﴿ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ ﴾ وأظهروا كفرهم بعد إظهارهم الإسلام ﴿ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ ﴾ وهو الفتك برسول الله ﷺ، وذلك عند مرجعه من تبوك :
( ٤٧٤ ) تواثق خمسة عشر منهم على أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذا تسنم العقبة بالليل، فأخذ عمار بن ياسر بخطام راحلته يقودها وحذيفة خلفها يسوقها، فبينما هما

__________


الصفحة التالية
Icon