! ٧ < ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ١٠٣ ) خذ من أموالهم..... > > ﴿تُطَهّرُهُمْ ﴾ صفة لصدقة. وقرىء :( تطهرهم )، من أطهره بمعنى طهره. و ( تطهرهم )، بالجزم جواباً للأمر. ولن يقرأ ﴿ وَتُزَكّيهِمْ ﴾ إلاّ بإثبات الياء. والتاء في ﴿ تُطَهّرُهُمْ ﴾ للخطاب أو لغيبة المؤنث. والتزكية : مبالغة في التطهير وزيادة فيه، أو بمعنى الإنماء والبركة في المال ﴿ وَصَلّ عَلَيْهِمْ ﴾ واعطف عليم بالدعاء لهم وترحم، والسنّة أن يدعو المصدق لصاحب الصدقة إذا أخذها. وعن الشافعي رحمه الله : أحب أن يقول الوالي عند أخذ الصدقة : أجرك الله فيما أعطيت، وجعله طهوراً، وبارك لك فيما أبقيت. وقرىء :( إن صلاتك ) على التوحيد ﴿ سَكَنٌ لَّهُمْ ﴾ يسكنون إليه وتطمئن قلوبهم بأن الله قد تاب عليهم ﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ ﴾ يسمع اعترافهم بذنوبهم ودعاءهم ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بما في ضمائرهم، والغمّ من الندم لما فرط منهم.
! ٧ < ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ١٠٤ ) ألم يعلموا أن..... > > قرىء :﴿ أَلَمْ يَعْلَمُواْ ﴾ بالياء والتاء، وفيه وجهان، أحدهما : أن يراد المتوب عليهم، يعني : ألم يعلموا قبل أن يتاب عليهم وتقبل صدقاتهم ﴿ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ ﴾ إذا صحّت، ويقبل الصدقات إذا صدرت عن خلوص النية، وهو للتخصيص والتأكيد، وأن الله تعالى من شأنه قبول توبة التائبين. وقيل : معنى التخصيص في هو : أن ذلك ليس إلى رسول الله ﷺ، إنما الله سبحانه هو الذي يقبل التوبة ويردّها، فاقصدوه بها ووجهوها إليه.
! ٧ < ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ١٠٥ ) وقل اعملوا فسيرى..... > > ﴿ وَقُلِ ﴾ لهؤلاء التائبين ﴿ اعْمَلُواْ ﴾ فإن عملكم لا يخفى خيراً كان أو شراً على الله وعباده كما رأيتم وتبين لكم. والثاني : أن يراد غير التائبين ترغيباً لهم في التوبة، فقد روى أنهم لما تيب عليهم قال الذين لم يتوبوا : هؤلاء الذين تابوا كانوا بالأمس معنا لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم فنزلت. فإن قلت : فما معنى قوله :﴿ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ﴾ قلت : هو مجاز عن قبوله لها، وعن ابن مسعود رضي الله عنه : إن الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل والمعنى : أنه يتقبلها ويضاعف عليها، وقوله :﴿ فَسَيَرَى اللَّهُ ﴾ وعيد

__________


الصفحة التالية
Icon