وهذا آخر ما نزل بالمدينة. وقيل : استغفر لأبيه. وقيل :
( ٤٩٥ ) قال المسلمون ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا وذوي قرابتنا وقد استغفر إبراهيم لأبيه، وهذا محمد يستغفر لعمه ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِىّ ﴾ ما صح له الاستغفار في حكم الله وحكمته ﴿ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ لأنهم ماتوا على الشرك.
! ٧ < ﴿ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لاًّبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ١١٤ ) وما كان استغفار..... > > قرأ طلحة وما استغفر إبراهيم لأبيه، وعنه : وما يستغفر إبراهيم، على حكاية الحال الماضية ﴿ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ ﴾ أي وعدها إبراهيم أباه، وهو قوله :﴿ لاَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ﴾ ( الممتحنة : ٤ ) ويدلّ عليه قراءة الحسن وحماد الرواية : وعدها أباه. فإن قلت : كيف خفي على إبراهيم أن الاستغفار للكافر غير جائز حتى وعده ؟ قلت : يجوز أن يظن أنه ما دام يرجى منه الإيمان جاز الاستغفار له، على أن امتناع جواز الاستغفار للكافر إنما علم بالوحي، لأنّ العقل يجوّز أن يغفر الله للكافر. ألا ترى إلى قوله عليه السلام لعمه : لأستغفرنّ لك ما لم أنه. وعن الحسن
( ٤٩٦ ) قيل لرسول الله ﷺ : إن فلاناً يستغفر لأبائه المشركين، فقال : ونحن نستغفر لهم فنزلت. وعن علي رضي الله عنه :
( ٤٩٧ ) رأيت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت له، فقال : أليس قد