أستقلّ به. والمعنى لو قويت عليكم بنفسي، أو أويت إلى قويّ أستند إليه وأتمنع به فيحميني منكم. فشبه القويّ العزيز بالركن من الجبل في شدّته ومنعته، ولذلك قالت الملائكة وقد وجدت عليه : إنّ ركنك لشديد. وقال النبي ﷺ :
( ٥٢٦ ) ( رحم الله أخي لوطاً، كان يأوي إلى ركن شديد ) وقرىء :( أو آوى ) بالنصب بإضمار ( أن ) كأنه قيل لو أن لي بكم قوّة أو أويا، كقولها :% ( للَبْسُ عَبَاءَةٍ وَتَقَرَّ عَيْنِي ;
وقرىء :( إلى ركن ) بضمتين. وروي أنه أغلق بابه حين جاؤوا وجعل يرادّهم ما حكى الله عنه ويجادلهم، فتسوّروا الجدار.
! ٧ < ﴿ قَالُواْ يالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ٨١ ) قالوا يا لوط..... > > فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب قالوا : يا لوط، إن ركنك لشديد ﴿ إِنَّا رُسُلُ رَبّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ ﴾ فافتح الباب ودعنا وإياهم، ففتح الباب فدخلوا، فاستأذن جبريل عليه السلام ربه في عقوبتهم فأذن له، فقام في الصورة التي يكون فيها فنشر جناحه وله جناحان وعليه وشاح من درّ منظوم وهو براق الثنايا فضرب بجناحه وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم، كما قال الله تعالى :﴿ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ ﴾ فصاروا لا يعرفون الطريق، فخرجوا وهم يقولون : النجاء النجاء، فإن في بيت لوط قوماً سحرة ﴿ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ ﴾ جملة موضحة للتي قبلها ؛ لأنهم إذا كانوا رسل الله لم يصلوا إليه ولم يقدروا على ضرره. قرىء :﴿ فَأَسْرِ ﴾ بالقطع والوصل. و ﴿ إِلاَّ امْرَأَتَكَ ﴾ بالرفع والنصب. وروي أنه قال لهم : متى موعد هلاكهم ؟ قالوا : الصبح. فقال : أريد أسرع من ذلك. فقالوا :﴿ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴾ وقرىء :﴿ الصُّبْحُ ﴾ بضمتين. فإن قلت : ما وجه قراءة من قرأ ﴿ إِلاَّ امْرَأَتَكَ ﴾ بالنصب ؟ قلت : استثناها من قوله :﴿ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ ﴾ والدليل عليه قراءة عبد الله :( فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك ). ويجوز أن ينتصب عن لا يلتفت، على أصل الاستثناء وإن كان الفصيح هو البدل، أعني قراءة من قرأ بالرفع، فأبدلها عن أحد. وفي إخراجها مع أهله