الأوثان والكف عن المعاصي والأنبياء لا يبعثون إلا لذلك يقال : خالفني فلان إلى كذا : إذا قصده وأنت مول عنه، وخالفني عنه إذا ولي عنه وأنت قاصده. ويلقاك الرجل صادراً عن الماء فتسأله عن صاحبه فيقول : خالفني إلى الماء، يريد أنه قد ذهب إليه وارداً وأنا ذاهب عنه صادراً. ومنه قوله تعالى :﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ يعني أن أسبقكم إلى شهواتكم التي نهيتكم عنها، لأستبد بها دونكم ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلَاحَ ﴾ ما أريد إلا أن أصلحكم بموعظتي ونصيحتي وأمري بالمعروف ونهي عن المنكر ﴿ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾ ظرف، أي : مدّة استطاعتي للإصلاح، وما دمت متمكنا منه لا آلو فيه جهداً. أو بدل من الإصلاح، أي : المقدار الذي استطعته منه. ويجوز أن يكون على تقدير حذف المضاف على قولك : إلا الإصلاح إصلاح ما استطعت. أو مفعول له كقوله :% ( ضَعِيفُ النِّكَايةِ أَعْدَاءَهُ ;
أي ما أريد إلا أن أصلح ما استطعت إصلاحه من فاسدكم ﴿ وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِاللَّهِ ﴾ وما كوني موفقاً لإصابة الحق فيما آتي وأذر، ووقوعه موافقاً لرضا الله إلا بمعونته وتأييده والمعنى : أنه استوفق ربه في إمضاء الأمر على سننه، وطلب منه التأييد والإظهار على عدوّه، وفي ضمنه تهديد للكفار وحسم لأطماعهم فيه.
! ٧ < ﴿ وَياقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِى أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ * وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّى رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ٨٩ ) ويا قوم لا..... > > (جرم ) مثل كسب في تعديه إلى مفعول واحد، وإلى مفعولين تقول : جرم ذنباً وكسبه، وجرمته ذنباً وكسبته إياه، قال :