المدة وترك المعاجلة بالعقوبة
فإن قلت فما معنى قوله
! ٢ < ولهم عذاب مهين > ٢ !
على هذه القراءة قلت معناه ولا تحسبوا ان املاءنا لزيادة الاثم وللتعذيب والواو للحال كانه قيل ليزداودا اثما معدا لهم عذاب مهين
آل عمران ١٧٩
< < آل عمران :( ١٧٩ ) ما كان الله..... > > اللام لتأكيد النفي
! ٢ < على ما أنتم عليه > ٢ !
من اختلاط المؤمنين الخلص والمنافقين
! ٢ < حتى يميز الخبيث من الطيب > ٢ !
حتى يعزل المنافق عن المخلص
وقرىء ( يميز ) من ميز وفي رواية عن ابن كثير ( يميز ) من اماز بمعنى ميز
فإن قلت لمن الخطاب في
! ٢ < أنتم > ٢ !
قلت للمصدقين جميعا من أهل الاخلاص والنفاق كانه قيل ما كان الله ليذر المخلصين منكم على الحال التى انتم عليها من اختلاط بعضكم ببعض وانه لا يعرف مخلصكم من منافقكم لاتفاقكم على التصديق جميعا حتى يميزهم منكم بالوحي الى نبيه وإخباره باحوالكم ثم قال
! ٢ < وما كان الله ليطلعكم على الغيب > ٢ !
أي وما كان الله ليؤتي احدا منكم علم الغيوب فلا تتوهموا عند إخبار الرسول عليه الصلاة والسلام بنفاق الرجل واخلاص الآخر انه يطلع على ما في القلوب اطلاع الله فيخبر عن كفرها وإيمانها
! ٢ < ولكن الله > ٢ ! يرسل الرسول فيوحي اليه ويخبره بان في الغيب كذا وان فلانا في قلبه النفاق وفلانا في قلبه الاخلاص فيعلم ذلك من جهة إخبار الله لا من جهة اطلاعه على المغيبات
ويجوز أن يراد لا يترككم مختلطين حتى يميز الخبيث من الطيب بان يكلفكم التكاليف الصعبة التى لا يصبر عليها الا الخلص الذي امتحن الله قلوبهم
كبذل الأرواح في الجهاد وإنفاق الأموال في سبيل الله فيجعل ذلك عيارا على عقائدكم وشاهدا بضمائركم حتى يعلم بعضكم ما في قلب بعض من طريق الاستدلال لا من جهة الوقوف على ذات الصدور والاطلاع عليها فإن ذلك مما استأثر الله به وما كان الله ليطلع أحدا منكم على الغيب ومضمرات القلوب حتى يعرف صحيحها من فاسدها مطلعا عليها
! ٢ < ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء > ٢ ! فيخبره ببعض المغيبات
! ٢ < فآمنوا بالله ورسله > ٢ !
بأن تقدروه حق قدره وتعلموه وحده مطلعا على الغيوب وأن تنزلوهم منازلهم بان تعلموهم عبادا مجتبين لا يعلمون الا ما علمهم الله ولا يخبرون الا بما أخبرهم الله به من الغيوب وليسوا من علم الغيب في شيء وعن السدي قال الكافرون إن كان محمد صادقا فليخبرنا من يؤمن منا ومن يكفر فنزلت

__________


الصفحة التالية
Icon