فلم يجبك إليها فقلت : كذلك أنزلها باللئام، تعني مثل هذا الإنزال أنزلناها بهم مردودة غير مقضية. ومحل قوله ﴿ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ النصب على الحال، أي غير مؤمن به، أو هو بيان لقوله :﴿ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ ﴾. ﴿ قُل لِلَّذِينَ ﴾ طريقتهم التي سنها الله في إهلاكهم حين كذبوا برسلهم وبالذكر المنزل عليهم، وهو وعيد لأهل مكة على تكذيبهم.
! ٧ < ﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ ﴾ > ٧ !
< < الحجر :( ١٤ ) ولو فتحنا عليهم..... > > قرىء :( يعرجون ) بالضم والكسر. و ﴿ سُكّرَتْ ﴾ حيرت أو حبست من الإبصار، من السكر أو السكر. وقرىء :( سُكِرَت ) بالتخفيف أي حبست كما يحبس النهر من الجري. وقرىء :( سَكِرَت ) من السكر، أي حارت كما يحار السكران. والمعنى أنّ هؤلاء المشركين بلغ من غلوهم في العناد : أن لو فتح لهم باب من أبواب السماء، ويسر لهم معراج يصعدون فيه إليها، ورأوا من العيان ما رأوا، لقالوا : هو شيء نتخايله لا حقيقة له، ولقالوا قد سحرنا محمد بذلك. وقيل : الضمير للملائكة، أي : لو أريناهم الملائكة يصعدون في السماء عياناً لقالوا ذلك. وذكر الظلول ليجعل عروجهم بالنهار ليكونوا مستوضحين لما يرون. وقال : إنما، ليدل على أنهم يبتون القول بأنّ ذلك ليس إلا تسكيراً للأبصار.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ * إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ * وَالاٌّ رْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَىْءٍ مَّوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ﴾ > ٧ !
< < الحجر :( ١٦ - ٢٠ ) ولقد جعلنا في..... > > ﴿ مَنِ اسْتَرَقَ ﴾ في محل النصب على الاستثناء. وعن ابن عباس : أنهم كانوا لا يحجبون عن السموات، فلما ولد عيسى منعوا من ثلاث سموات، فلما ولد محمد منعوا من السموات كلها ﴿ شِهَابٌ مُّبِينٌ ﴾ ظاهر للمبصرين ﴿ مَّوْزُونٍ ﴾ وزن بميزان الحكمة، وقدّر بمقدار تقتضيه، لا يصلح فيه زيادة ولا نقصان، أو له وزن وقدر في أبواب النعمة والمنفعة، وقيل : ما يوزن من نحو الذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها ﴿ مَعَايِشَ ﴾ بياء صريحة، بخلاف الشمائل والخبائث ونحوهما، فإن تصريح الياء فيها خطأ، والصواب الهمزة، أو إخراج الياء بين بين. وقد قرىء :( معائش ) بالهمزة على التشبيه ﴿ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ ﴾ عطف على معايش، أو على محل لكم، كأنه قيل : وجعلنا لكم فيها معايش، وجعلنا لكم من لستم له برازقين، أو : وجعلنا لكم معايش ولمن لستم له برازقين.