على محل لتركبوها. فإن قلت : فهلا ورد المعطوف والمعطوف عليه على سنن واحد ؟ قلت : لأنّ الركوب فعل المخاطبين، وأما الزينة ففعل الزائن وهو الخالق. وقرىء :( لتركبوها زينة )، بغير واو، أي : وخلقها زينة لتركبوها. أو تجعل زينة حالا منها، أي : وخلقها لتركبوها وهي زينة وجمال ﴿ وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ يجوز أن يريد به : ما يخلق فينا ولنا مما لا نعلم كنهه وتفاصيله ويمنّ علينا بذكره كما منّ بالأشياء المعلومة مع الدلالة على قدرته. ويجوز أن يخبرنا بأن له من الخلائق ما لا علم لنا به، ليزيدنا دلالة على اقتداره بالإخبار بذلك، وإن طوى عنا علمه لحكمة له في طيه، وقد حمل على ما خلق في الجنة والنار، مما لم يبلغه وهم أحد، ولا خطر على قلبه.
! ٧ < ﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٩ ) وعلى الله قصد..... > > المراد بالسبيل : الجنس، ولذلك أضاف إليها القصد وقال ﴿ وَمِنْهَا جَائِرٌ ﴾ والقصد مصدر بمعنى الفاعل وهو القاصد. يقال : سبيل قصد وقاصد، أي : مستقيم، كأنه يقصد الوجه الذي يؤمه السالك لا يعدل عنه. ومعنى قوله ﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ﴾ أن هداية الطريق الموصل إلى الحق واجبة عليه، كقوله :﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾ ( الليل : ١٢ ). فإن