﴿ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ في موضع الحال. ومعناه : غير عالمين شيئاً من حق المنعم الذي خلقكم في البطون، وسوّاكم وصوّركم، ثم أخرجكم من الضيق إلى السعة. وقوله :﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ ﴾ معناه : وما ركب فيكم هذه الأشياء إلا آلات لإزالة الجهل الذي ولدتم عليه واجتلاب العلم والعمل به، من شكر المنعم، وعبادته، والقيام بحقوقه، والترقي إلى ما يسعدكم. والأفئدة في فؤاد، كالأغربة في غراب، وهو من جموع القلة التي جرت مجرى جموع الكثرة، والقلة إذا لم يرد في السماع غيرها، كما جاء شسوع في جمع شسع لا غير، فجرت ذلك المجرى.
! ٧ < ﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِى جَوِّ السَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ فِى ذالِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٧٩ ) ألم يروا إلى..... > > قرىء :( ألم يروا )، بالتاء والياء ﴿ مُسَخَّراتٍ ﴾ مذللات للطيران بما خلق لها من الأجنحة والأسباب المواتية لذلك. والجوّ : الهواء المتباعد من الأرض في سمت العلوّ والسكاك أبعد منه، واللوح مثله ﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ ﴾ في قبضهن وبسطهن ووقوفهن ﴿ إِلاَّ اللَّهُ ﴾ بقدرته.
! ٧ < ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّن جُلُودِ الاٌّ نْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَآ أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٨٠ ) والله جعل لكم..... > > ﴿مِن بُيُوتِكُمْ ﴾ التي تسكنونها من الحجر والمدر والأخبية وغيرها. والسكن : فعل بمعنى مفعول، وهو ما يسكن إليه وينقطع إليه من بيت أو إلف ﴿ بُيُوتًا ﴾ هي القباب والأبنية من الأدم والأنطاع ﴿ تَسْتَخِفُّونَهَا ﴾ ترونها خفيفة المحمل في الضرب والنقض والنقل ﴿ يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ﴾ أي يوم ترحلون خف عليكم حملها وثقلها، ويوم تنزلون وتقيمون في مكان لم يثقل عليكم ضربها. أو هي خفيفة عليكم في أوقات السفر والحضر جيمعاً، على أنّ اليوم بمعنى الوقت ﴿ وَمَتَاعاً ﴾ وشيئاً ينتفع به ﴿ إِلَى حِينٍ ﴾ إلى أن تقضوا منه أوطاركم. أو إلى أن يبلى ويفنى أو إلى أن تموتوا. وقرىء :( يوم ظعنكم )، بالسكون.