إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } > ٧ !
< < النحل :( ١١٤ ) فكلوا مما رزقكم..... > > لما وعظهم بما ذكر من حال القرية وما أوتيت به من كفرها وسوء صنيعها، وصل بذلك بالفاء في قوله ﴿ فَكُلُواْ ﴾ صدّهم عن أفعال الجاهلية ومذاهبهم الفاسدة التي كانوا عليها، بأن أمرهم بأكل ما رزقهم الله من الحلال الطيب، وشكر إنعامه بذلك، وقال :﴿ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ يعني تطيعون. أو إن صحّ زعمكم أنكم تعبدون الله بعبادة الآلهة، لأنها شفعاؤكم عنده. ثم عدد عليهم محرمات الله، ونهاهم عن تحريمهم وتحليلهم بأهوائهم وجهالاتهم، دون اتباع ما شرع الله على لسان أنبيائه.
! ٧ < ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَاذَا حَلَالٌ وَهَاذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ١١٦ - ١١٧ ) ولا تقولوا لما..... > > وانتصاب ﴿ الْكَذِبَ ﴾ بلا تقولوا، على : ولا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم من البهائم بالحل والحرمة في قولكم ﴿ مَا فِى بُطُونِ هَاذِهِ الانْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْواجِنَا ﴾ ( الأنعام : ١٣٩ ) من غير استناد ذلك الوصف إلى وحي من الله أو إلى قياس مستند إليه، واللام مثلهافي قولك : ولا تقولوا لما أحل الله هو حرام. وقوله :﴿ هَاذَا حَلَالٌ وَهَاذَا حَرَامٌ ﴾ بدل من الكذب. ويجوز أن يتعلق بتصف على إرادة القول، أي : ولا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم، فتقول هذا حلال وهذا حرام. ولك أن تنصب الكذب بتصف، وتجعل ( ما ) مصدرية، وتعلق ﴿ هَاذَا حَلَالٌ وَهَاذَا حَرَامٌ ﴾ بلا تقولوا : على ولا تقولوا هذا حلال وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب، أي : لا تحرموا ولا تحللوا لأجل قول تنطق به ألسنتكم ويجول في أفواهكم، لا لأجل حجة وبينة، ولكن قول ساذج ودعوى فارغة. فإن قلت : ما معنى وصف ألسنتهم الكذب ؟ قلت : هو من فصيح الكلام وبليغه، جعل قولهم كأنه عين الكذب ومحضه، فإذا نطقت به ألسنتهم فقد حلت الكذب بحليته وصوّرته بصورته، كقولهم : وجهها يصف الجمال. وعينها تصف السحر. وقرىء :( الكذب ) بالجرّ صفة لما المصدرية، كأنه قيل : لوصفها الكذب، بمعنى الكاذب، كقوله تعالى ﴿ بِدَمٍ كَذِبٍ ﴾ ( يوسف : ١٨ ) والمراد بالوصف : وصفها البهائم بالحل والحرمة. وقرىء :( الكذب ) جمع كذوب بالرفع، صفة للألسنة، وبالنصب على الشتم. أو بمعنى : الكلم الكواذب، أو هو جمع الكذاب من قولك : كذب كذاباً، ذكره ابن جني. واللام في ﴿ لّتَفْتَرُواْ ﴾ من التعلل الذي لا يتضمن معنى الغرض ﴿ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي منفعتهم فيما هم عليه من أفعال الجاهلية منفعة قليلة وعقابها عظيم.
! ٧ < ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَاكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ > ٧ { < النحل :( ١١٨ ) وعلى الذين هادوا..... > >

__________


الصفحة التالية
Icon