منه، من الحياء والخجل والانخزال، وحبسة اللسان، والتتعتع، والعجز عن إقامة حروف الكلام، والذهاب عن تسوية القول ؛ فكأن قراءتهم كلا قراءة. وأما أصحاب اليمين فأمرهم على عكس ذلك، لا جرم أنهم يقرؤن كتابهم أحسن قراءة وأبينها، ولا يقنعون بقراءتهم وحدهم حتى يقول القارىء لأهل المحشر :﴿ هَاؤُمُ اقْرَؤُاْ كِتَابيَهْ ﴾ ( الحاقة : ١٩ ). ﴿ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾ ولا ينقصون من ثوابهم أدنى شيء، كقوله ﴿ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً ﴾ ( مريم : ٦٠ )، ﴿ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً ﴾ ( طه : ١١٢ ).
! ٧ < ﴿ وَمَن كَانَ فِى هَاذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِى الاٌّ خِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٧٢ ) ومن كان في..... > > معناه : ومن كان في الدنيا أعمى، فهو في الآخرة أعمى كذلك ﴿ وَأَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ من الأعمى : والأعمى مستعار ممن لا يدرك المبصرات لفساد حاسته، لمن لا يهتدي إلى طريق النجاة : أما في الدنيا فلفقد النظر. وأما في الآخرة، فلأنه لا ينفعه الاهتداء إليه، وقد جوزوا أن يكون الثاني بمعنى التفضيل. ومن ثم قرأ أبو عمرو الأوّل ممالا، والثاني مفخماً، لأن أفعل التفضيل تمامه بمن، فكانت ألفه في حكم الواقعة في وسط الكلام، كقولك : أعمالكم وأما الأوّل فلم يتعلق به شيء، فكانت ألفه واقعة في الطرف معرضة للإمالة.
! ٧ < ﴿ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتفْتَرِىَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لآَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَواةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴾ > ٧ !
( ٤٢٤ ) < < الإسراء :( ٧٣ ) وإن كادوا ليفتنونك..... > > روي أنّ ثقيفاً قالت للنبي ﷺ : لا ندخل في أمرك حتى تعطينا خصالاً نفتخر بها على العرب : لا نعشر ؛ ولا نحشر، ولا نجبي في صلاتنا، وكل ربا لنا فهو لنا، وكل ربا علينا فهو موضوع عنا، وأن تمتعنا باللات سنة، ولا نكسرها بأيدينا عند رأس