﴿ أَقِمِ الصَّلَواةَ ﴾ حثاً على طول القراءة في صلاة الفجر، لكونها مكثوراً عليها، ليسمع الناس القرآن فيكثر الثواب ؛ ولذلك كانت الفجر أطول الصلوات قراءة ﴿ وَمِنَ الَّيْلِ ﴾ وعليك بعض الليل ﴿ فَتَهَجَّدْ بِهِ ﴾ والتهجد ترك الهجود للصلاة، ونحو التأثم والتحرّج. ويقال أيضاً في النوم : تهجد ﴿ نَافِلَةً لَّكَ ﴾ عبادة زائدة لك على الصلوات الخمس، وضع نافلة موضع تهجداً ؛ لأن التهجد عبادة زائدة فكان التهجد والنافلة يجمعهما معنى واحد. والمعنى أن التهجد زيد لك على الصلوات المفروضة فريضة عليك خاصة دون غيرك، لأنه تطوع لهم ﴿ مَقَاماً مَّحْمُودًا ﴾ نصب على الظرف، أي : عسى أن يبعثك يوم القيامة فيقيمك مقاماً محموداً. أو ضمن يبعثك معنى يقيمك. ويجوز أن يكون حالا بمعنى أن يبعثك ذا مقام محمود. ومعنى المقام المحمود : المقام الذي يحمده القائم فيه، وكل من رآه وعرفه وهو مطلق في كل ما يجب الحمد من أنواع الكرامات، وقيل : المراد الشفاعة، وهي نوع واحد مما يتناوله. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : مقام يحمدك فيه الأولون والآخرون، وتشرف فيه على جميع الخلائق : تسأل فتعطى، وتشفع فتشفع، ليس أحد إلا تحت لوائك. وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ :
( ٦٢٨ ) ( هو المقام الذي أشفع فيه لأمّتي ) وعن حذيفة
( ٦٢٩ ) يجمع الناس في صعيد واحد، فلا تتكلم نفس، فأوّل مدعوّ محمد ﷺ فيقول :( لبيك وسعديك والشرّ ليس إليك، والمهديّ من هديت، وعبدك بين يديك وبك وإليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك رب البيت ) قال : فهذا قوله ﴿ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُودًا ﴾.
! ٧ < ﴿ وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّى مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيرًا ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٨٠ ) وقل رب أدخلني..... > > قرىء ( مدخل ومخرج ) بالضم والفتح : بمعنى المصدر. ومعنى الفتح : أدخلني فأدخل مدخل صدق، أي : أدخلني القبر مدخل صدق : إدخالاً مرضياً على طهارة وطيب من السيئات، وأخرجني منه عند البعث إخراجاً مرضياً، ملقى بالكرامة، آمنا من السخط،