( ٦٤١ ) أنّ عرفجة أصيب أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفاً من ورق فأنتن، فأمره رسول الله ﷺ أن يتخذ أنفاً من ذهب. وقرىء :( بورْقكم ) بسكون الراء والواو مفتوحة أو مكسورة. وقرأ ابن كثير ( بورِقكم )، بكسر الراء وإدغام القاف في الكاف. وعن ابن محيصن أنه كسر الواو وأسكن الراء وأدغم، وهذا غير جائز لالتقاء الساكنين لا على حده. وقيل : المدينة طرسوس. قالوا : وتزوّدهم ما كان معهم من الورق عند فرارهم : دليل على أنّ حمل النفقة وما يصلح المسافر هو رأي المتوكلين على الله، دون المتكلين على الاتفاقات وعلى ما في أوعية القوم من النفقات. ومنه قول عائشة رضي الله عنها لمن سألها عن محرم يشدّ عليه هميانه : أوثق عليك نفقتك. وما حكي عن بعض صعاليك العلماء أنه كان شديد الحنين إلى أن يرزق حج بيت الله، وتعولم منه ذلك، فكانت مياسير أهل بلده كلما عزم منهم فوج على حج أتوه فبذلوا له أن يحجوا به وألحوا عليه، فيعتذر إليهم ويحمد إليهم بذلهم، فإذا انفضوا عنه قال لمن عنده : ما لهذا السفر إلا شيآن : شدّ الهميان، والتوكل على الرحمان ﴿ بَيْنَهُمْ ﴾ أيّ أهلها، فحذف الأهل كما في قوله ﴿ وَاسْئَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ ( يوسف : ٨٢ )، ﴿ أَزْكَى طَعَامًا ﴾ أحلّ وأطيب وأكثر وأرخص ﴿ وَلْيَتَلَطَّفْ ﴾ وليتكلف اللطف والنيقة فيما يباشره من أمر المبايعة حتى لا يغبن. أو في أمر التخفي حتى لا يعرف ﴿ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴾ يعني : ولا يفعلنّ ما يؤدي من غير قصد منه إلى الشعور بنا، فسمى ذلك إشعاراً منه بهم ؛ لأنه سبب فيه الضمير في ﴿ إِنَّهُمْ ﴾ راجع إلى الأهل المقدر في ﴿ بَيْنَهُمْ ﴾. ﴿ يَرْجُمُوكُمْ ﴾ يقتلوكم أخبث القتلة وهي الرجم، وكانت عادتهم ﴿ أَوْ يُعِيدُوكُمْ ﴾ أو يدخلوكم ﴿ فِى مِلَّتِهِمْ ﴾ بالإكراه العنيف ويصيروكم إليها. والعود في معنى الصيرورة أكثر شيء في كلامهم، يقولون : ما عدت أفعل كذا، يريدون ابتداء الفعل ﴿ وَلَن تُفْلِحُواْ إِذًا أَبَدًا ﴾ إذ دخلتم في دينهم.
! ٧ < ﴿ وَكَذالِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُواْ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا ﴾ > ٧ { < الكهف :( ٢١ ) وكذلك أعثرنا عليهم..... > >