معاشرة المؤمنين
ثم علل النهي بقوله
! ٢ < بعضهم أولياء بعض > ٢ !
أي إنما يوالي بعضهم بعضا لاتحاد ملتهم واجتماعهم في الكفر فما لمن دينه خلاف دينهم ولموالاتهم
! ٢ < ومن يتولهم منكم فإنه > ٢ !
من جملتهم وحكمه حكمهم
وهذا تغليظ من الله وتشديد في وجوب مجانبة المخالف في الدين واعتزاله كما قال رسول الله ﷺ
٣٥٣ ( لا تراءى ناراهما )
(١) ومنه قول عمر رضي الله عنه لأبي موسى في كاتبه النصراني لا تكرموهم إذ اهانهم الله ولا تامنوهم إذ خونهم الله ولا تدنوهم إذ أقصاهم الله
وروي انه قال له أبو موسى لا قوام للبصرة الا به فقال مات النصراني والسلام يعني هب انه قد مات فما كنت تكون صانعا حينئذ فاصنعه الساعة وإستغن عنه بغيره
! ٢ < إن الله لا يهدي القوم الظالمين > ٢ !
يعني الذين ظلموا أنفسهم بموالاة الكفر يمنعهم الله ألطافه ويخذلهم مقتا لهم
! ٢ < يسارعون فيهم > ٢ !
ينكمشون في موالاتهم ويرغبون فيها ويعتذرون بأنهم لا يأمنون ان تصيبهم دائرة من دوائر الزمان أي صرف من صروفه ودولة من دوله فيحتاجون اليهم وإلى معونتهم وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه
٣٥٤ انه قال لرسول الله ﷺ إن لي موالي من يهود كثيرا عددهم وإني أبرأ الى الله ورسوله من ولايتهم وأوالي الله ورسوله فقال عبد الله بن أبي إني رجل اخاف الدوائر لا أبرأ من ولاية موالي وهم يهود بني قينقاع
+ مرسل +
! ٢ < فعسى الله أن يأتي بالفتح > ٢ !
لرسول الله ﷺ على أعدائه وإظهار المسلمين
! ٢ < أو أمر من عنده > ٢ !

__________
١- أخرجه أبو داود ٢٦٤٥ والترمذي ١٦٠٤ من حديث جرير بن عبد الله بلفظ بعث رسول الله ﷺ


الصفحة التالية
Icon