الرسالات ولم تؤد منها شيئا قط وذلك ان بعضها ليس بأولى بالأداء من بعض وإن لم تؤد بعضها فكانك أغفلت أداءها جميعا كما ان من لم يؤمن ببعضها كان كمن لم يؤمن بكلها لإدلاء كل منها بما يدليه غيرها
وكونا كذلك في حكم شيء واحد
والشيء الواحد لا يكون مبلغا غير مبلغ مؤمنا به غير مؤمن به
وعن ابن عباس رضي الله عنهما إن كتمت آية لم تبلغ رسالاتي وروي عن رسول الله ﷺ
٣٥٩ ( بعثني الله برسالاته فضقت بها ذرعا فأوحى الله إلي ان لم تبلغ رسالاتي عذبتك وضمن لي العصمة فقويت )
(١)
فإن قلت وقوع قوله
! ٢ < فما بلغت رسالته > ٢ !
جزاء للشرط ما وجه صحته قلت فيه وجهان احدهما انه اذا لم يمتثل أمر الله في تبيلغ الرسالات وكتمها كلها كانه لم يبعث رسولا كان امرا شنيعا لا خفاء بشناعته فقيل ان لم تبلغ منها ادنى شيء وإن كان كلمة واحدة فأنت كمن ركب الأمر الشنيع الذي هو كتمان كلها كما عظم قتل النفس بقوله
! ٢ < فكأنما قتل الناس جميعا > ٢ ! المائدة ٣٢ والثاني ان يراد فإن لم تفعل فلك ما يوجبه كتمان الوحي كله من العقاب فوضع السبب موضع المسبب ويعضده قوله عليه الصلاة والسلام ( فأوحى الله الي ان لم تبلغ رسالاتي عذبتك )
! ٢ < والله يعصمك > ٢ !
عدة من الله بالحفظ والكلاءة والمعنى والله يضمن لك العصمة من اعدائك فما عذرك في مراقبتهم فإن قلت أين ضمان العصمة
٣٦٠ وقد شج في وجهه يوم احد وكسرت رباعيته صلوات الله عليه قلت المراد أنه يعصمه من القتل
+ تقدم الكلام على هذا في سورة آل عمران + وفيه ان عليه أن يحتمل كل ما دون النفس في ذات الله فما أشد تكليف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقيل نزلت بعد يوم أحد والناس الكفار بدليل قوله
! ٢ < إن الله لا يهدي القوم الكافرين > ٢ !
ومعناه انه لا يمكنهم مما يريدون إنزاله بك من الهلاك
وعن انس
٣٦١ كان رسول الله ﷺ يحرس حتى نزلت فأخرج رأسه من قبة أدم وقال
١- قال ابن حجر في تخريجه ١ ٦٥٩ اخرجه اسحاق في مسنده أخبرنا كلثوم بن محمد بن أبي