وقيل : صحف فيها علم. والظاهر لإطلاقه : أنه مال. وعن قتادة : أحل الكنز لمن قبلنا وحرّم علينا، وحرّمت الغنيمة عليهم وأحلّن لنا : أراد قوله تعالى :﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ﴾ ( التوبة : ٣٤ ). ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ﴾ اعتداد بصلاح أبيهما وحفظ لحقه فيهما. وعن جعفر بن محمد الصادق : كان بين الغلامين وبين الأب الذي حفظا فيه سبعة آباء. وعن الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما أنه قال لبعض الخوارج في كلام جرى بينهما بم حفظ الله الغلامين ؟ قال : بصلاح أبيهما. قال : فأبي وجدّي خير منه. فقال : قد أنبأنا الله أنكم قوم خصمون ﴿ رَحْمَةً ﴾ مفعول له. أو مصدر منصوب بأراد ربك، لأنه في معنى رحمهما ﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ ﴾ وما فعلت ما رأيت ﴿ عَنْ أَمْرِى ﴾ عن اجتهادي ورأيي، وإنما فعلته بأمر الله.
! ٧ < ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِى الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِى الاٌّ رْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَىْءٍ سَبَباً * فَأَتْبَعَ سَبَباً * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا ياذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً * قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ٨٣ ) ويسألونك عن ذي..... > > ذو القرنين : هو الإسكندر الذي ملك الدنيا. قيل : ملكها مؤمنان : ذو القرنين، وسليمان. وكافران : نمروذ، وبختنصر، وكان بعد نمرود. واختلف فيه فقيل : كان عبداً صالحاً ملكه الله الأرض، وأعطاه العلم والحكمة، وألبسه الهيبة وسخر له النور والظلمة، فإذا سرى يهديه النور من أمامه وتحوطه الظلمة من ورائه. وقيل : نبياً. وقيل : ملكاً من الملائكة. وعن عمر رضي الله عنه أنه سمع رجلاً يقول : يا ذا القرنين، فقال : اللَّهم غفراً ما رضيتم أن تتسموا بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة، وعن علي رضي الله عنه. سخر له السحاب، ومدّت له الأسباب، وبسط له النور وسئل عنه فقال : أحبه الله فأحبه. وسأله ابن الكوّا : ما ذو القرنين أملك أم نبيّ ؟ فقال : ليس بملك ولا نبيّ، ولكن كان عبداً صالحاً، ضرب على قرنه الأيمن في طاعة الله فمات، ثم بعثه الله فضرب على قرنه الأيسر فمات، فبعثه الله فسمي ذو القرنين وفيكم مثله. قيل : كان يدعوهم إلى التوحيد فيقتلونه فيحييه الله تعالى. وعن النبي ﷺ :
( ٦٤٩ ) سمي ذا القرنين لأنه طاف قرني الدنيا يعني جانبيها شرقها وغربها.

__________


الصفحة التالية
Icon