! ٧ < ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يامُوسَى * قَالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِى وَلِىَ فِيهَا مَأَرِبُ أُخْرَى ﴾ > ٧ !
< < طه :( ١٧ - ١٨ ) وما تلك بيمينك..... > > ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يامُوسَى * مُوسَى ﴾ كقوله تعالى :﴿ وَهَاذَا بَعْلِى شَيْخًا ﴾ ( هود : ٧٢ ) في انتصاب الحال بمعنى الإشارة : ويجوز أن تكون ﴿ تِلْكَ ﴾ اسماً موصولاً صلته ﴿ بِيَمِينِكَ ﴾ إنما سأله ليريه عظم ما يخترعه عز وعلا في الخشبة اليابسة من قلبها حية نضناضة وليقرر في نفسه المباينة البعيدة بين المقلوب عنه والمقلوب إليه، وينبهه على قدرته الباهرة. ونظيره أن يريك الزرّاد زبرة من حديد ويقول لك : ما هي ؟ فتقول : زبرة حديد، ثم يريك بعد أيام لبوساً مسرداً فيقول لك : هي تلك الزبرة صيرتها إلى ما ترى من عجيب الصنعة وأنيق السرد. قرأ ابن أبي إسحاق ( عصيّ ) على لغة هذيل. ومثله ﴿ الرّيَاحَ بُشْرىً ﴾ ( يوسف : ١٩ ) أرادوا كسر ما قبل ياء المتكلم فلم يقدروا عليه، فقبلوا الألف إلى أخت الكسرة وقرأ الحسن ( عصاي ) بكسر الياء لالتقاء الساكنين، وهو مثل قراءة حمزة ﴿ بِمُصْرِخِىَّ ﴾ ( إبراهيم : ٢٢ ) وعن ابن أبي إسحاق : سكون الياء ﴿ قَالَ هِىَ ﴾ أعتمد عليها إذا أعييت أو وقفت على رأس القطيع وعند الطفرة. هش الورق : خبطه أي : أخبطه على رؤس غنمي تأكله. وعن لقمان ابن عاد : أكلت حقا وابن لبون وجذع، وهشة نخب وسيلا دفع، والحمد لله من غير شبع، سمعته من غير واحد من العرب. ونخب : واد قريب من الطائف كثير السدر. وفي قراءة النخعي : أهش، وكلاهما من هش الخبز يهش : إذا كان ينكسر لهشاشته. وعن عكرمة : أهس بالسين، أي : أنحى عليها زاجراً لها. والهس : زجر الغنم. ذكر على التفصيل والإجمال المنافع المتعلقة بالعصا، كأنه أحس بما يعقب هذا السؤال من أمر عظيم يحدثه الله تعالى فقال : ما هي إلا عصا لا تنفع إلا منافع بنات جنسها وكما تنفع العيدان. ليكون جوابه مطابقاً للغرض الذي فهمه من فحوى كلام ربه، ويجوز أن يريد عزّ وجلّ أن يعدّد المرافق الكثيرة التي علقها بالعصا ويستكثرها ويستعظمها، ثم يريه على عقب ذلك الآية العظيمة، كأنه يقول له : أين أنت عن هذه المنفعة العظمى والمأربة الكبرى المنسية عندها كل منفعة ومأربة كنت تعتدّ بها وتحتفل بشأنها ؟ وقالوا : إنما سأله ليبسط منه ويقلل هيبته. وقالوا : إنما أجمل موسى ليسأله عن تلك المآرب فيزيد في إكرامه، وقالوا : انقطع لسانه بالهيبة فأجمل، وقالوا : اسم العصا نبعة. وقيل في المآرب : كانت ذات شعبتين