ملاحة، لا يكاد يصبر عنه من رآه ﴿ عَلَى عَيْنِى ﴾ لتربي ويحسن إليك وأنا مراعيك وراقبك، كما يراعي الرجل الشيء بعينيه إذا اعتنى به، وتقول للصانع : اصنع هذا على عيني أنظر إليك لئلا تخالف به عن مرادي وبغيتي. ولتصنع : معطوف على علة مضمرة، مثل : ليتعطف عليك وترأم ونحوه. أو حذف معلله، أي : ولتصنع فعلت ذلك. وقريء : و ( لتصنع )، بكسر اللام وسكونها. والجزم على أنه أمر وقرىء :( ولتصنع ) بفتح التاء والنصب، أي : وليكون عملك وتصرفك على عين مني.
! ٧ < ﴿ إِذْ تَمْشِى أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَى تَقَرَّ عَيْنُها وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِى أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يامُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِى ﴾ > ٧ !
< < طه :( ٤٠ ) إذ تمشي أختك..... > > العامل في ﴿ إِذْ تَمْشِى ﴾ ( ألقيت ) أو ( تصنع ) ويجوز أن يكون بدلاً من ﴿ إِذْ أَوْحَيْنَا ﴾ فإن قلت : كيف يصح البدل والوقتان مختلفان متباعدان ؟ قلت : كما يصح وإن اتسع الوقت وتباعد طرفاه أن يقول لك الرجل : لقيت فلاناً سنة كذا، فتقول : وأنا لقيته إذ ذاك. وربما لقيه هو في أولها وأنت في آخرها. يروى أن أخته واسمها مريم جاءت متعرفة خبره، فصادفتهم يطلبون له مرضعة يقبل ثديها، وذلك أنه كان لا يقبل ثدي امرأة فقالت : هل أدلكم فجاءت بالأمّ فقبل ثديها. ويروى أن آسية استوهبته من فرعون وتبنته، وهي التي أشفقت عليه وطلبت له المراضع.
هي نفس القبطي الذي استغاثه عليه الإسرائيلي. قتله وهو ابن اثنتي عشرة سنة : اغتم بسبب القتل خوفاً من عقاب الله ومن اقتصاص فرعون، فغفر الله له باستغفاره حين قال ﴿ رَبّ إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى ﴾ ( القصص : ١٦ ) ونجاه من فروعون أن ينشب فيه أظفاره حين هاجر به إلى مدين ﴿ فُتُوناً ﴾ يجوز أن يكون مصدراً على فعول في المتعدّي، كالثبور والشكور والكفور. وجمع فتن أو فتنة، على ترك الاعتداد بتاء التأنيث، كحجوز وبدور، في حجزة وبدرة : أي فتناك ضروباً من الفتن. سأل سعيد بن جبير بن عباس رضي الله عنه، فقال : خلصناك من محنة بعد محنة : ولد في عام كان يقتل فيه الولدان،