! ٧ < ﴿ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الاٍّ ولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّى فِى كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّى وَلاَ يَنسَى * الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الاٌّ رْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى * كُلُواْ وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِى ذالِكَ لأيَاتٍ لاٌّ وْلِى النُّهَى ﴾ > ٧ !
< < طه :( ٥١ ) قال فما بال..... > > سأله عن حال من تقدم وخلا من القرون، وعن شقاء من شقي منهم وسعادة من سعد، فأجابه بأنّ هذا سؤال عن الغيب، وقد استأثر الله به لا يعلمه إلا هو، وما أنا إلا عبد مثلك لا أعلم منه إلا ما أخبرني به علام الغيوب، وعلم أحوال القرون مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ، لا يجوز على الله أن يخطيء شيئاً أو ينساه. يقال : ضللت الشيء إذا أخطأته في مكانه فلم تهتد له، كقولك : ضللت الطريق والمنزل. وقرىء ( يضل ) من أضله إذا ضيعه. وعن ابن عباس : لا يترك من كفر به حتى ينتقم منه، ولا يترك من وحده حتى يجازيه. ويجوز أن يكون فرعون قد نازعه في إحاطة الله بكل شيء وتبينه لكل معلوم، فتعنت، وقال : ما تقول في سوالف القرون، وتمادي كثرتهم، وتباعد أطراف عددهم، كيف أحاط بهم وبأجزائهم وجواهرهم ؟ فأجاب بأنّ كل كائن محبط به علمه، وهو مثبت عنده في كتاب، ولا يجوز عليه الخطأ والنسيان، كما يجوزان عليك أيها العبد الذليل والبشر الضئيل، أي : لا يضل كما تضل أنت، ولا ينسى كما تنسى يا مدعي الربوبية بالجهل والوقاحة ﴿ الَّذِى جَعَلَ ﴾ مرفوع صفة لربي. أو خبر مبتدأ محذوف أو منصوب على المدح، وهذا من مظانه ومجازه ﴿ مِهَاداً ﴾ قراءة أهل الكوفة، أي : مهدها مهداً. أو يتمهدونها فهي لهم كالمهد وهو ما يمهد للصبي ﴿ وَسَلَكَ ﴾ من قوله تعالى :﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ ﴾ ( المدثر : ٤٢ )، ﴿ سَلَكْنَاهُ ﴾ ( الشعراء : ٢٠٠ )، ﴿ نَسْلُكُهُ فِى قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ ( الحجر : ١٢ ) أي حصل لكم فيها سبلاً ووسطها بين الجبال والأودية والبراري ﴿ فَأَخْرَجْنَا ﴾ انتقل فيه من لفظ الغيبة إي لفظ المتكلم المطاع، لما ذكرت من